الأربعاء، 7 يونيو 2017

تاريخ القبة الخضراء
لم تكن القبة التي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم موجودة إلى القرن السابع ، والسلطان قلاوون الصالحي هو أول من أحدث على الحجرة الشريفة قبة في عهده، ، فقد عملها سنَة 678 هـ ، مربَّعة من أسفلها ، مثمنة من أعلاها بأخشاب ، أقيمت على رؤوس السواري المحيطة بالحجرة ، وسمَّر عليها ألواحاً من الخشب ، وصفَّحها بألواح الرصاص ، وجعل محل حظير الآجر حظيراً من خشب .
وجددت القبة زمن الناصر حسن بن محمد قلاوون ، ثم اختلت ألواح الرصاص عن موضعها ، وجددت ، وأحكمت أيام الأشرف شعبان بن حسين بن محمد سنة 765 هـ ، وحصل بها خلل ، وأصلحت زمن السلطان قايتباي سنة 881هـ .
وقد احترقت المقصورة والقبة في حريق المسجد النبوي الثاني سنة 886 هـ ، وفي عهد السلطان قايتباي سنة 887هـ جددت القبة ، وأسست لها دعائم عظيمة في أرض المسجد النبوي ، وبنيت بالآجر بارتفاع متناه ،....
بعد ما تم بناء القبة بالصورة الموضحة : تشققت من أعاليها ، ولما لم يُجدِ الترميم فيها : أمر السلطان قايتباي بهدم أعاليها ، وأعيدت محكمة البناء بالجبس الأبيض ، فتمت محكمةً ، متقنةً سنة 892 هـ .
وفي سنة 1253هـ صدر أمر السلطان عبد الحميد العثماني بصبغ القبة المذكورة باللون الأخضر ، وهو أول من صبغ القبة بالأخضر ، ثم لم يزل يجدد صبغها بالأخضر كلما احتاجت لذلك إلى يومنا هذا .
وسميت بالقبة الخضراء بعد صبغها بالأخضر ، وكانت تعرف بالبيضاء ، والفيحاء ، والزرقاء" انتهى .
"
فصول من تاريخ المدينة المنورة " علي حافظ.

ابـــــــن رشیق القیروانــــــــــــــي
 أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي. ولد سنة (390هـ/1000م) بالمسيلة. وتسمّی المحمدية وتعلم الصياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر.
قيل في أبيه: إنه کان روميا وکان مولی من موالي الأزد.
حينما کان عمره ست عشرة سنة، رحل إلی القيروان  في تونس سنة 406هـ لأنها کانت في قديم الزمان دار العلم بالمغرب الكبير واتصل ثمة بالمعز بن باديس وابنه تميم وأهل العلم والأدب."مدح ملكها" المعز بن باديس واتصل بخدمته واشتهر فيها أمره كشاعر ونبه ذكره وأمضی أربعين سنة ما بين قصره وحلقات العلم في المسجد، ونسب إلي القيروان فقيل (القيرواني ) وكانت القيروان في ذلك الوقت  عاصمة لدولة (بني زيري ) الصنهاجي،.
قال في القناعة:
یُعطی الفتــــــــــــــی فَیَنالُ في دَعَةٍ ما لم یَنَل بالکدِّ و التَّعبِ
فاطلُب لنفسک فضلَ راحتها إذ لیست الأشیاءُ بالطَّلبِ
إن کــــــــــــــان لا رزقٌ بــلا سببٍ فرَجاء ربِّک أعظمُ السَّببِ
و قال أیضا :
قناعــــــةُ المرء الرِّضـــــــــــــــــی و حرصُه أقصــــــی العَدَم
و ما لـــــــــــــــه من مــــــــــــــــالِه إذا انقضی غـــــــــــــــیرُ النَّدَم
وقال في المحبة:
قسماً بما لاقیتُ من مَضَض الهوی إنـــــــــي لأســــــــــرارِ الهَوی لکَتوم
أمـــــــــا المحــــــــــبَة في المــَــــــــــذاقِ فإنـــــــــــها کـــــــــالشَّهدِ إلا أنّـــــــــه مَسمـــــــــومُ
ويقول في هجاءه:
إذا لم تجد مـن القـول فانتصف بحد لسانٍ کالحسام المهنَّد
فقد يدفع الإنسانُ عن نفسه الأذی بمقوله إن لم يدافعه باليـد 
و قوله في الأخوان:
لو قيل لي خذ أمانا من حادثات الزمان
لما أخـذتُ أمانـا إلا من الأخـوانِ
وقال في المشاورة:
أشاور أقواماً لآخُذَ رأيهـم فيلوون عني أعيناً و خُدودا
وليس برأيي حاجةٌ غير أنني أؤنِّسُه کي لا يکون وحيدا 

وكان يتجنب ركوب البحر فلما امره الامير بذلك اعتذر له فقال
أمرتني بركوب البحرِ في عجلٍ 
غيري فديتك فاخصصه بذي الراءِ

ما انت نوحٌ فتنجيني سفينته
ولا المسيحُ أنا أمشي على الماءِ
وبقي ابن رشيـق في القـيروان إلى ان حدثت فتنة حيث زحفت عليها بعض القبائل العربية القادمة من المشرق فاحتلت القيروان وخربتها وقيل : واحرقتها وذلك في شهر رمضان فقال في ذلك ابن رشيق :

فَتكُوا بأمَّة أحْمَد أتُراهُمُ
أمنُوا عقابَ الله في رمضَان

نقضُوا العُهودَ المبْرمَات وأخفرُوا
ذِمَمَ الإله ولمْ يَفُوا بضمَان

فاستحسنوا غَدْرَ الجِوار وآثَرُوا
سَبْيَ الحَريم وَكَشْفَةَ النِّسْوَان

سامُوهُم سُوء العذَاب وأظهَروا
مُتعسِّفين َ كوَامنَ الأضغان

والمسلمُون مُقسَّمُون تَنالُهُمْ
أيدي العُصاةِ بذلَّةٍ وهَوان
فغادرها إلى مدينة (المهدية ) حيث أقام فترة في كنف أميرها ( تميم بن المعز) ولزم السكن في صقلية الى ان توفي بمدينة ( مازرة ) سنة\ 463 هجرية – 1071 ميلادية . ودفن فيها. عن ست وستين سنة.


الشاعر الهجاء دعبل بن علي :
شاعر هجاء خبيث اللسان، لم يسلم عليه أحد من الخلفاء ولا من وزرائهم ولا أولادهم ولا ذو نباهة، أحسن إليه أو لم يحسن، ولا أفلت منه كبير أحد.
يناقض “الكميت” في مذهبته فيناقضه المخزومي: وكان شديد التعصب على النزارية للقحطانية، وقال قصيدة يرد فيها على الكميت بن زيد، ويناقضه في قصيدته المذهبة التي هجا بها قبائل اليمن.
ألا حييت عنا يا مرينا
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فنهاه عن ذكر الكميت بسوء.
وناقضه أبو سعد المخزومي في قصيدته وهجاه، وتطاول الشر بينهما، فخافت بنو مخزوم لسان دعبل وأن يعمهم بالهجاء، فنفوا أبا سعد عن نسبهم، وأشهدوا بذلك على أنفسهم.
وكان دعبل من الشيعة المشهورين بالميل إلى علي صلوات الله عليه،
وقصد أبا الحسن علي بن موسى الرضا، عليه السلام، بخراسان، فأعطاه عشرة آلاف درهم من الدراهم المضروبة باسمه، وخلع عليه خلعة من ثيابه، فأعطاه بها أهل قم ثلاثين ألف درهم، لم يبعها، فقطعوا عليه الطريق فأخذوها، فقال لهم: إنها إنما تراد الله عز وجل، وهي محرمة عليكم، فدفعوا إليه ثلاثين ألف درهم، فحلف ألا يبيعها أو يعطوه بعضها ليكون في كفنه، فأعطوه فردكم، فكان في أكفانه.
 
وكتبت قصيدته: “مدارس آيات” فيما يقال على ثوب، وأحرم فيه، وأمر أن يكون في أكفانه. ولم يزل مرهوب اللسان وخائفاً من هجائه للخلفاء، فهو دهره كله هارب متوار.
كان دعبل بن علي يقول: أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة، لست أجد أحداً يصلبني عليها.
قال دعبل: وصرع مرة مجنون بحضرتي فصحت به: دعبل، ثلاث مرات فأفاق من جنونه.
قال أبو خالد الخزاعي الأسلمي: قلت لدعبل: ويحك! قد هجوت الخلفاء والوزراء والقواد ووترت الناس جميعاً، فأنت دهرك كله شريد طريد هارب خائف، فلو كففت عن هذا وصرفت هذا الشر عن نفسك! فقال: ويحك؟ إن تأملت ما تقول، فوجدت أكثر الناس لا ينتفع بهم إلا على الرهبة، ولا يبالي بالشاعر وإن كان مجيداً إذا لم يخف شره، ولمن يتقيك على عرضه أكثر ممن يرغب إليك في تشريفه. وعيوب الناس أكثر من محاسنهم، وليس كل من شرفته شرف، ولا كل من وصفته بالجود والمجد والشجاعة ولم يكن ذلك فيه انتفع بقول، فإذا رآك قد اوجعت عرض غيره وفضحته -اتقاك على نفسه وخاف من مثل ما جرى على الآخر. ويحك، يا أبا خالد إن الهجاء المقذع آخذ بضبع الشاعر من المديح المضرع. فضحكت من قوله، وقلت: هذا والله مقال من لا يموت حتف أنفه.
قال دعبل بن علي  أنا ابن قولي:
لا تعجبي يا سلم من رجـل                  ضحك المشيب برأسه فبكى
وقال أبوتمام  أنا ابن قولي: 
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى           ما الحب إلا للـحـبـيب الأول
قال الحمدوي وأنا ابن قولي في الطيلسان:
طال ترداده إلى الرقو حتى                         لو بعثناه وحده لتـهـدي
قال الحمدوي: معنى قولنا: أنا ابن قولي، أي أني به عرفت.
 
قال مسلم بن الوليد:
مستعير يبكي علـى دمـنة                       ورأسه يضحك فيه المشيب
فسرقه دعبل، فقال:
لا تعجبي يا سلم مـن رجـل                   ضحك المشيب برأسه فبكرى

فجاء به أجود من قول مسلم، فصار أحق به منه.

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...