الأربعاء، 7 يونيو 2017


ابـــــــن رشیق القیروانــــــــــــــي
 أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي. ولد سنة (390هـ/1000م) بالمسيلة. وتسمّی المحمدية وتعلم الصياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر.
قيل في أبيه: إنه کان روميا وکان مولی من موالي الأزد.
حينما کان عمره ست عشرة سنة، رحل إلی القيروان  في تونس سنة 406هـ لأنها کانت في قديم الزمان دار العلم بالمغرب الكبير واتصل ثمة بالمعز بن باديس وابنه تميم وأهل العلم والأدب."مدح ملكها" المعز بن باديس واتصل بخدمته واشتهر فيها أمره كشاعر ونبه ذكره وأمضی أربعين سنة ما بين قصره وحلقات العلم في المسجد، ونسب إلي القيروان فقيل (القيرواني ) وكانت القيروان في ذلك الوقت  عاصمة لدولة (بني زيري ) الصنهاجي،.
قال في القناعة:
یُعطی الفتــــــــــــــی فَیَنالُ في دَعَةٍ ما لم یَنَل بالکدِّ و التَّعبِ
فاطلُب لنفسک فضلَ راحتها إذ لیست الأشیاءُ بالطَّلبِ
إن کــــــــــــــان لا رزقٌ بــلا سببٍ فرَجاء ربِّک أعظمُ السَّببِ
و قال أیضا :
قناعــــــةُ المرء الرِّضـــــــــــــــــی و حرصُه أقصــــــی العَدَم
و ما لـــــــــــــــه من مــــــــــــــــالِه إذا انقضی غـــــــــــــــیرُ النَّدَم
وقال في المحبة:
قسماً بما لاقیتُ من مَضَض الهوی إنـــــــــي لأســــــــــرارِ الهَوی لکَتوم
أمـــــــــا المحــــــــــبَة في المــَــــــــــذاقِ فإنـــــــــــها کـــــــــالشَّهدِ إلا أنّـــــــــه مَسمـــــــــومُ
ويقول في هجاءه:
إذا لم تجد مـن القـول فانتصف بحد لسانٍ کالحسام المهنَّد
فقد يدفع الإنسانُ عن نفسه الأذی بمقوله إن لم يدافعه باليـد 
و قوله في الأخوان:
لو قيل لي خذ أمانا من حادثات الزمان
لما أخـذتُ أمانـا إلا من الأخـوانِ
وقال في المشاورة:
أشاور أقواماً لآخُذَ رأيهـم فيلوون عني أعيناً و خُدودا
وليس برأيي حاجةٌ غير أنني أؤنِّسُه کي لا يکون وحيدا 

وكان يتجنب ركوب البحر فلما امره الامير بذلك اعتذر له فقال
أمرتني بركوب البحرِ في عجلٍ 
غيري فديتك فاخصصه بذي الراءِ

ما انت نوحٌ فتنجيني سفينته
ولا المسيحُ أنا أمشي على الماءِ
وبقي ابن رشيـق في القـيروان إلى ان حدثت فتنة حيث زحفت عليها بعض القبائل العربية القادمة من المشرق فاحتلت القيروان وخربتها وقيل : واحرقتها وذلك في شهر رمضان فقال في ذلك ابن رشيق :

فَتكُوا بأمَّة أحْمَد أتُراهُمُ
أمنُوا عقابَ الله في رمضَان

نقضُوا العُهودَ المبْرمَات وأخفرُوا
ذِمَمَ الإله ولمْ يَفُوا بضمَان

فاستحسنوا غَدْرَ الجِوار وآثَرُوا
سَبْيَ الحَريم وَكَشْفَةَ النِّسْوَان

سامُوهُم سُوء العذَاب وأظهَروا
مُتعسِّفين َ كوَامنَ الأضغان

والمسلمُون مُقسَّمُون تَنالُهُمْ
أيدي العُصاةِ بذلَّةٍ وهَوان
فغادرها إلى مدينة (المهدية ) حيث أقام فترة في كنف أميرها ( تميم بن المعز) ولزم السكن في صقلية الى ان توفي بمدينة ( مازرة ) سنة\ 463 هجرية – 1071 ميلادية . ودفن فيها. عن ست وستين سنة.


ليست هناك تعليقات:

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...