الخميس، 26 مايو 2016

طرائف واقوال عن اللحية الطويلة
يختلف شكل اللحية وحجمها من مذهب إلى آخر ومن بلد عربي أو مسلم إلى آخر. فاللحية السعودية ليست كاللحية الإيرانية، أو الأفغانية، أو السودانية، أو المصرية، أو السورية، أو المغربية...
اعتذر مسبقا لأصحاب اللحى فلم أزد على نقل ما كتبه الاخرون من المتقدمين والمعاصرين
قال المناوي والطول المفرط يعني للحى قد يشوه الخلقة ويطلق السنة المغتابين
قال زياد بن ابيه ما زادت لحية رجل على قبضته الا كان ما زاد فيها نقصا من عقله
لقد قال العرب الكثير في اللحى ومن ذلك قول ابن الرومي لصاحب لحية طويلة عريضة:
لو رأى النبي مثلها لأجرى .... في لحى الناس سنة التقصير
وقال أيضاً
إذا عرضت للفتى لحية .....وطالت وصارت إلى سرته
فنقصان عقل الفتى عندنا ..... بمقدار ما يزيد في لحيته
و قول ابن الرومي ايضا
ولحية يحملها مـائق*****مثل الشراعين إذا أشرعا
تقوده الريح بها صاغرا*****قودا عنيفا يتعب الأخدعا
فإن عدا والريح في وجهه*****لم ينبعث في وجهه إصبعا
لو غاص في البحر بها غوصة*****صـاد بها حيتانه أجمعا
شبه ابن الرومي لحية المهجو بالشراع تدفع به الرياح كما تندفع السفينة به، وهذه الصورة السافرة أوحت له بالصورة الثانية، فتخيله يغوص في البحر بلحيته، فتكون عنذئذ كشبكة العائد ولكنها لضخامتها لا تعيد صغار السمك، بل تصيد الحيتان، فاعتمد الشاعر المبالغة الباعثة على الضحك والسخرية من خلال استحضار هذه اللحية في الذهن، كأنها شراع تهب عليه الريح.
من المؤثرات البيئية والشخصية في شعر ابن الرومي ـــ د.محمد عبد القادر أشقر
وقال الجاحظ: ما طالت لحية رجل إلا تكوسج عقله (أي قصر أو خف).
وزاد غيره فحقيقا على المسلمين ان يغزوه في عقله
يقال كلما طالت اللحية تشمر العقل
قال الطيبي المنهي عنه هو قصها او وصلها كذنب الحمار
روي عن الامام مالك انه قال قرات في بعض الكتب لا تغرنكم اللحى فان التيس له لحية وروي: مكتوب في التوراة: لا يغرنك طول اللحى، فإن التيس له لحية.
قال أبو عمر بن العلاء إذا رأيت الرجل طويل القامة صغير الهامة عريض اللحية فاقضي عليه بالحمق ولو كان امية بن عبد شمس
قال هشام بن عبد الملك يعرف حمق الرجل بخصال اربع بطول لحيته وبشاعة كتبه وقش فص خاتمه وافراط شهوته ويروى عن عمرو بن العاص مرفوعا اعتبروا عقل الرجل بطول لحيته الخ
وذكر ابن الجوزي في اخبار الحمقى والمغفلين انه مكتوب في التوراة ان اللحية مخرجها من الدماغ فمن أفرط عليه طولها قل دماغه ومن قل دماغه قل عقله ومن قل عقله كان أحمق
ونقل ابن الجوزي عن بعض الحكماء الحمق سمد اللحية فمن طالت لحيته كتر حمقه
وقال أيضا ورأى بعض الناس لرجل لحيته طويلة فقال والله لو خرجت هذه من نهر ليبس
قال المتنبي
لا يغرنك اللحى والصور ... فتسعة اعشار مما ترى بقر
اغاية الدين ان تحفوا شواربكم ... أيا امة ضحكت من جهلها الأمم
قوم إذا مس النعال وجوههم ... شكت النعل باي ذنب تصفع
قال شاعر
فنقصان عقل الفتى عندنا ... بمقدار ما زاد في لحيته
وقال شاعر ايضا
الم تر ان الله اعطاك لحية ... كأنك منها بين تيسين قاعد
وقال شاعر اخر
إذا لحية خفت وفا عقل ربها ... وان ضخمت لم يحظ بها الا الصدر
وعند العجلي قال سعيد بن منصور قلت لابن إدريس رأيت سالم بن أبي حفصة ؟ ، قال : نعم رأيته طويل اللحية أحمقها .
وقال حسين الجعفي : كان طويل اللحية أحمقها
وفي ثقات ابن حبان في ترجمة موسى بن السندي قال أبو حنيفة: " من كان طويل اللحية لم يكن له عقل " ، ولقد رأيت علقمة بن مرثد طويل اللحية وافر العقل
وفي الشمائل الشريفة للسيوطي: قال الحسن بن المثنى إذا رأيت رجلا له لحية طويلة ولم يتخذ لحيته بين لحيتين كان في عقله شيء
وكان المأمون جالسا مع ندمائه مشرفا على دجلة يتذاكرون أخبار الناس فقال المأمون ما طالت لحية إنسان قط إلا ونقص من عقله بقدر ما طالت منها وما رأيت عاقلا قط طويل اللحية فقال بعض جلسائه ولا يرد على أمير المؤمنين أنه قد يكون في طولها عقل
فبينما هم يتذاكرون إذ أقبل رجل طويل اللحية حسن الهيئة فاخر الثياب فقال المأمون ما تقولون في هذا فقال بعضهم عاقل وقال بعضهم يجب كونه قاضيا .. يعني مظهره يوحي بكونه القاضي .. فأمر المأمون بإحضاره فوقف بين يديه فسلم فأجاد فأجلسه المأمون واستنطقه فأحسن النطق فقال المأمون ما اسمك قال أبو حمدوية والكنية علوية فضحك المأمون وغمز جلساءه ثم قال ما صنعتك قال فقيه أجيد الشرع في المسائل فقال نسألك عن مسألة ما تقول في رجل اشترى شاه فلما تسلمها المشتري خرج من استها بعرة ففقأت عين رجل فعلى من الدية قال على البائع دون المشتري لأنه لما باعها لم يشترط أن في استها منجنيقا فضحك المأمون حتى استلقى على قفاه ثم أنشد :
ما أحد طالت له لحية *** فزادت اللحية في هيئته
إلا وما ينقص من عقله *** أكثر مما زاد في لحيته
وذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد في ترجمة الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة أبو عبد الله العوفي : قلت: وكان العوفي طويل اللحية جدا وله في أمر لحيته أخبار ظريفة
قال حسين بن فهم : كانت لحية العوفي تبلغ إلى ركبته .
قامت امرأة إلى العوفي فقالت : عظمت لحيتك فأفسدت عقلك وما رأيت ميتا يحكم بين الأحياء قبلك ، قال : فتريدين ماذا ؟ ، قالت : وتدعك لحيتك تفهم عني ؟ ، فقال بلحيته هكذا ثم قال : تكلمي يرحمك الله .!! .
قال أبو عبد الله التميمي لبعضهم :
لحية العوفي أبدت *** ما اختفى من حسن شعري
هي لو كانت شراعا *** لذوي متجر بحري
جعل السير من الصين *** إلينا نصف شهر
هي في الطول وفي العرض *** تعدت كل قدر
قال حامد بن يحيى البلخى: حدثني من لقى يزيد الرشك أنه قال : بلغ من طول اللحية أنه دخلت فيها عقرب فمكثت فيها ثلاثة أيام لا يدري بها
ويقول البغداديون لمن لايوقّر ولايحترم أحد : لحية القاضي عنده مكنسة ...
أرسل عمر بن الخطاب أحد قادة الجيش إلى العراق وقد ظل طريقه ونفذت مؤونته .. في اليوم التالي شاهد أناس قادمون نحوه فظنّها المؤونة ولكن ما إن اقتربوا حتى وجدهم من أصحاب اللحى العظيمة وكانت لهم وجهة أخرى .. فأنشد قائلا :
ألا ليت اللحى كانت حشيشا ..... فنطعمها دواب المسلمينا
هذا البيت للشاعر يزيد بن المفرغ الحميري قاله في عباد بن زياد بن أبيه وكان في صحبته على ظهور الخيل ولحيته نفشها الريح ..أدّى هذا الهجاء إلى غضب عباد وايداع الشاعر بن المفرغ في السجن ثمّ الطواف به في البصرة على ظهر حمار بعد أن سقاه التربذ في النبيذ الذي أدّى إلى إسهاله
قال العجلوني في كشف الخفاء في الخبر المأثور طول اللحية دليل قلة العقل
اسنده الديلمي عن عمرو بن العاص رفعه. وقال في التمييز أسنده الديلمي بسند واه بلفظ اعتبروا عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته، وكنيته، ونقش خاتمه.
وما أحسن ما قيل:
إن كان بطول اللحى * يستوجبون القضا * فالتيس عدل مرتضى
وفي لفظ:
ليس بطول اللحى* يستوجبون القضا
إن كان هذا كذا * فالتيس عدل رضا
وروي عن أبي دوس الأشعري أنه قال كنا عند معاوية جلوسا إذ أقبل رجل طويل اللحية، فقال معاوية أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول اللحية، فسكت القوم، فقال معاوية لكني أحفظه، فلما جلس الرجل قال له معاوية أما اللحية فلسنا نسأل عنها، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اعتبروا عقل الرجل في طول لحيته، ونقش خاتمه وكنيته، فما كنيتك؟ قال أبو كوكب، قال فما نقش خاتمك؟ فقال وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين، فقال معاوية : وجدنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا.
قال ابن الجوزي ورأى بعض الناس لرجل لحيته طويلة فقال والله لو خرجت هذه من نهر ليبس
قال الاحنف بن قيس إذا رأيت الرجل عظيم الهامة طويل اللحية فاحكم عليه بالرقاعة
ونقل ابن الجوزي عن أصحاب الفراسة قولهم اذا كان الرجل طويل القامة واللحية فاحكم عليه بالحمق
قال وحكي عن بعض الحكماء قوله موضع العقل الدماغ وطريق الروح الانف وموضع الرعونة طويل اللحية
قال الحسن بن المثنى اذا رأيت رجلا له لحية طويلة ولم يتخذ لحيته بين لحيتين كان في عقله شيء
وعندما أمسكت حركة طالبان بالسلطة في أفغانستان، حظرت حلق اللحية، فكثرت اللحى الكثّة. وأمر صابر مراد نيازوف، الديكتاتور التركماني الراحل، الشبان بحلق لحيتهم، وعلى نحو مماثل، حظر أنور خوجة، الطاغية الشيوعي الألباني، اللحى الطويلة (وأي مظهر آخر من مظاهر الحرية الفردية) في سبعينيات القرن الماضي.
أحد التغييرات الأولى التي أحدثتها {حماس} بعد انتصارها على حركة {فتح} العلمانية في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 كان السماح لرجال الشرطة بإطالة لحاهم.
ويبدو أن اليونان القدماء كانوا يربون لحاهم، فقد جاء في وصف هوميروس لأبطاله أنهم كانوا ملتحين. كما تميز فلاسفة اليونان القدماء عن بقية الناس بلحاهم الطويلة.
وأن الشباب الرومان ظلوا –لحين من الدهر– يقدمون لحاهم في أول مرة يحلقونها كقرابين لآلهة الحظ «فورتانا بارباتا»، وأن الرومان كانوا يطلقون لحاهم في أيام الحداد،
وفي الهند تعد اللحية الطويلة الملفوفة تحت الذقن، علامة من علامات الإيمان عند السيخ، فلا تحلق أو تشذب أبداً.
وبحلول القرن الثامن عشر كانت اللحية قد مرت في فترات متتابعة من الاستحسان والاستعجاب. ففي عهد بطرس الأكبر قيصر روسيا (1682-1721م) عُدت اللحية مظهراً من مظاهر التخلّف، فأمر بفرض ضريبة على الملتحين من امراء وفلاحين وكهنة حتى يحث أصحابها على حلاقتها.
وفي القرن التاسع عشر عادت اللحى إلى الظهور من جديد في الغرب، واعتبرت مظهراً من مظاهر الثورية أو الحياة البوهيمية، وفيما بعد علامة من علامات الريادة والتقدمية. فانتشرت بعد منتصف القرن التاسع عشر بين الكتاب المشهورين والعلماء والأطباء والفلاسفة. واستعادت الاحترام الذي فقدته. ثم فقدت اللحية قيمتها في النصف الأول من القرن العشرين وبخاصة في الولايات المتحدة، وأصبح أصحاب اللحى الطويلة هدفاً لسخرية رسامي الكاريكاتير وأفلام الكرتون ونُسب أصحابها إلى البلشفية والفوضوية. وعلى الرغم من ذلك احتفظ بعض الرجال المشهورين – أمثال سيغموند فرويد وبرنارد شو – بلحاهم المميزة.
وبعد الحرب العالمية الثانية، استعادت اللحى مركزها بين الفنانين والكتّاب، كما أصبحت أشبه بعلامة تجارية عند الشباب الوجوديين.
وفي القرن التاسع عشر قام السلطان محمود الثاني (1784-1839م) بالتزين هو وجنده ورجال حاشيته بالأزياء الإفرنجية، وحلاقة اللحى، ولبس الطرابيش، وتعليق صورته في الثكنات العسكرية، وإنشاء دار للأوبرا، فارتعدت فرائص المحافظين ونادوا باسم الدين بالويل والثبور واتهموا السلطان محمود الثاني بالكفر لإقدامه على تلك البدع.
ان اللحية يمكن أن تستخدم للنصب والغش والاحتيال، وربما للعمالة للعدو كما حدث إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987 حين ألقي القبض على أكبر جاسوس لإسرائيل كان يختفي وراء لحية طويلة عريضة القص لأمثالها فريضة.
من الراي الخميس 2013-03-28
هذه اللحى الغانمة حسني عـايش
ولعل أغرب القصص حولها هي ضريبة فرضتها الملكة إليزابيث الأولي، في أعقاب تتويجها ملكة لإنجلترا، على كل من يطلق لحيته؛ كما يروي بعض المهتمين بالتاريخ الأمريكي أن لحية ابراهام لينكولن كانت أحد أسباب انتزاعه الفوز في انتخابات الرئاسة، عام 1860، وكان إطلاق القساوسة البروتستانت للحاهم إعلانا لنهاية البتولية المفروضة عليهم من الكنيسة.
ومؤخرا قضت محكمة بريطانية بأحقية أحد المتاجر في رفض توظيف عامل ملتح وقال القاضي ان المجكمة توافق على ان شعر الراس والوحه يشكلان مخاطر على سلامة الطعام وأضاف القاضي قائلا لو تقدمت للعمل سيدة ذات لحية لرفضنا توظيفها أيضا
من الوئام 28/8 عام 2012
جمع واعداد عبدالله الرواس طنجة
abdo.kitab@yahoo.com
الكتاب والمرأة هل هما من الضرائر
الضَّرَّةُ : إِحدى زَوْجَتَي الرجلِ ، أَو إِحدى زوجاته والجمع : ضَرَائر
بينهم داءُ الضِّرائر : الحَسَدُ
في حكاية الاقدمين ان بعضهم قال لامرأته اجلسي بنا في القمر فقالت ما اولعك بالجمع بين الضرائر
الغيرة لم تقتصر على الضرات بل تعدت إلى الكتب حيث تجد المرأة تغار على زوجها من كثرة انشغاله بالكتب ودوام النظر فيها وأكبر ضرّة للمرأة هي الكتب لأنها تأخذ مساحة كبيرة من منزلتها ومنزلها وتضايق المرأة من اهتمام الرجل بالقراءة ضرة أخرى مقلقة
كلما حاولت هجر الكتاب والمرأة لا أجد عوضا عن سحرهما،
تغار المرأة من الأشياء التي تأخذ من الرجل معظم وقته وتكون هناك من يستوجب كثرة اهتمامه حتى ولو كان هذا الشيء الكتاب او المطالعة فيه لكن إذا كانت المرأة منشغلة عن الرجل بالفن والمعرفة او العمل عموما هل يتضايق ويغار الرجل من عملها حتى ولو كان في القراءة
قال القاضي الجرجاني أبو الحسن علي بن عبد العزيز كما في ترجمته من وفيات الأعيان:
ما طعمتُ لذَّةَ العيش حتى صِرْتُ للبيتِ والكتاب جليسا
ليس شيءٌ عندي أعزّ من العلم فما أبتغي سِواه أنيسا
إنما الذُّلُّ في مخالطة الناسِ فدَعهم وعِش عزيزاً رئيسا
وفي تهذيب الكمال للمزي عن الزبير بن بكار قال : قالت ابنة أختي لأهلنا خالي خير رجل لأهله لا يتخذ ضرة ولا يشتري جارية قال : تقول المرأة والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر قالت مع من أتكلم . هاته الكتب لا تترك لك معي أي فرصة للحديث
وفي وفيات الأعيان قال هشام للزهري: يا أبا بكر، هذا علم استفدته اليوم، فقال: مجلس أمير المؤمنين أهل أن يستفاد منه العلم. وكان إذا جلس في بيته وضع كتبه حوله، فيشتغل بها عن كل شيء من أمور الدنيا، فقالت له امرأته يوما: والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر
وفي تاريخ بغداد نقل الخطيب بإسناده عن أبي القاسم بن عبيد الله بن عمر قال : تزوج ابن المحرم شيخنا قال فلما حملت المرأة إلي جلست في بعض الأيام على العادة أكتب شيئا والمحبرة بين يدي فجاءت أمها فأخذت المحبرة فلم أشعر بها حتى ضربت بها الأرض وكسرتها فقلت لها في ذلك فقالت بس هذه شر على ابنتي من ثلاثمائة ضرة .
أخرج الخطيبُ في ((الجامع لأخلاق الراوي والسامع)) عن الزُّبير ابن أبي بكر بكَّارٍ قال: قالت ابنة أختي لأهلنا: خالي خيرُ رجلٍ لأهله، لا يتخذ ضرَّةً ولا يشتري جارية. قال: تقولُ المرأةُ (أي زوجته): والله لَهَذه الكتب أشدُّ عليَّ من ثلاثِ ضرائر
و ابن شهاب الزهري ، كان اذا حلس في بيته ، وضَعَ كُتُبَهُ حوله ، فيشتغل بها عن كل شيء من أمور الدنيا ، فقالت له امرأتُه يوماً :” والله لهذه الكتب أشدّ عليّ من ثلاث ضرائر “
روى ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في معرض ترجمته للمبشر بن فاتك ، وهو أحد مثقفي العصر الفاطمي ومؤلف عدد من الكتب، منها (صوان الحكمة) و(مختار الكلم) وغيرها، ذكر أنه لما توفي هذا المثقف التعيس عمدت زوجته إلى خزانة كتبه العامرة، والتي صرف شطرا من حياته وهو يجمعها ويطلبها من الأفاق، عمدت إلى هذه الكتب فألقتها في البركة او النافورة التي تتوسط باحة البيت.
وحتى كرة القدم والإنترنيت فالرجال ينجحون اليوم في جر المرأة نفسياً حتى تتعايش مع ضرة من هذا النوع
بعض النساء يكرهن الكتب إلى درجة بعيدة .. حتى لـتحس الواحدة منهن أن هذه الكتب هي ضرة لها .. وذلك إذا كان الزوج مشغولا بكتبه وفي مكتبه معظم أوقاته. وينعكس هذا الشعور لدى المرأة على سلوكها.
كانت تحدث نفسها همسا قلت ما ذا تقولين قالت أكلم نفسي ليس عندي من احدثه قلت ها انا حدثيني بما تريدين قالت انت عندك من تحدثهم ويحدثونك الكتب امرأة أخرى في حياتي قلت ترفقي بالكتب قالت هل الكتب احسن مني
وأصبح الكثير من النساء يلمن الزوج على استمراريته في اقتناء الكتب معتبرة ذلك مضيعة للمال في شيء لا يكسي عريانا ولا يطعم جائعا وربما اضطر الى اقتناء الكتاب خلسة وعلى غفلة من اهله
وفيهن يقول سليمان بن عبدالله بن الحموي
وقائلة انفقت في الكتب ما حوت --------- يمينك من مال فقلت دعيني
لعلي أرى فيها كتابا يدلني --------------- لأخذ كتابي امنا بيميني
و قد صوّر الشاعر محمود عمار حالته مع زوجته والكتب من خلال قصيدة مؤثرة قال فيها: هل تغار النساء من الكُتب؟
تَغارُ من الكتابِ إذا رأتْـنِي .. أُطالعُهُ و أَتركُ وَجْـنتَيْها
تَضِنُّ بِفكرتي فيما عَداها .. و تُنكرُ نَظرتي إلاّ إليها
و تَـنفرُ مِن مقالٍ ليس فيها .. و لو شملَ الحياةَ و مُلْحَقَـيْها
و تَحسبُ هيكلي و محيطَ نفسي .. بَقِـيّةَ إرْثِها من والديها
و قد ظفر الكتابُ بِبعضِ هذا .. لذلك كان إحدى ضَرّتَـيْها
فـنظمُ ( أبي العَلاءِ ) أحبُ منه .. حديثٌ عن نِظامِ ذُؤابَـتَيْها
و نَـثْرُ ( ابنِ المُـقَفَّعِ ) لا يُوازِي .. نِثارَ الوردِ من إحدى يديها
و عِلمُ الكونِ إنْ لم يُروَ عنها .. فهذا لا يَنطلي أبداً عليها
و لكنْ مِن كتابي لي اعتذارٌ .. فهل هو رائجٌ في مَسْـمعَيْها
أُطالعُهُ فأفهمُ ما لديهِ .. و لم أفهمْ بِجهدي ما لديها
قالت أحلام مستغانمي ومما زاد الطين بلة ويجعل من الكتاب ضرة عادتي القراءة في السرير كنت دوما ادعو الكتب التي احبها الى غرفة نومي لاعتقادي ان الكتب الجميلة كالنساء الجميلات التي تراودك الرغبة في ان تخلو بهن في مخدع – من عابر سرير
المتعة توجد في التفاصيل القراءة استمرار للحياة ممارسة للحلم الفكري ورحلة روحية في عالم المعرفة انفراد بالرغبة بالتوحد الموجه نحو الامام القراءة لقوة الحضور في الزمكان عبر العصور
عبدالله الرواس طنجة
abdo.kitab@yahoo.com
عليكم بدينِ العجائزِ
استخرج الإمام الفخر الرازي ألف دليل على وجود الله من الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب وكان في زيارة لبغداد والناس يجهزون و يعدون لاستقباله وكان تلاميذه يمشون معه وخلفه اكثر من ثلاثمائة طالب ما يقول كلمة إلا ويكتبوها، فخرج الناس لرؤيته، وفي أثناء سيرهم؛ كان الناس يتهافتون ليستقبلوه رأت امرأة عجوز ذلك الموكب، وكانت واقفة عند بابها فتعجبت فسألت من حولها واحداً من المتجمهرين لمن هذا الموكب العظيم؟ فقالوا: إنه للامام فخر الدين الرازي، زار المدينة وخرجنا لنستقبله، فقالت: ومن يكون فخرالدين الرازي هذا؟ فأجابها: هذا الذي جمع كتابا فيه ألف دليل على وجود الله، فضحكت العجوز فقالت بهدوء: بلّغوا عالمكم مني السلام، وقولوا له و متى غاب الله حتى يُستدل عليه " يا بني لو لم يكن عنده ألف شك وشك ما احتاج الى ان يعرف على وجود الله لألف دليل ودليل ، "أفي الله شك " ، وهل وجود الله يحتاج إلى دليل
فلما بلغ هذا الإمام الرازي ما قالته العجوز رفع يديه إلى السماء ودعا الله قائلًا اللهم ارزقني إيمانا كإيمان العجائز
وفي رواية عنه: " من لزم مذهب العجائز كان هو الفائزُ " يعني الإيمان الفطري هو إيمان العجائز 
 وقَالَ الذهبيُّ رحمه الله: معنى قول بعض الأئمَّةِ: عليكم بدينِ العجائزِ. يعني أنهنَّ مؤمناتٌ بالله عَلَى فطرةِ الإسلامِ، لَمْ يدرينَ مَا علمُ الكلامِ
عليـــــــكم بدين العجائــــــــز يعني الإتباع وعدم الإبتداع قالها الإمام الجويني      
وفي شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ما يلي
وبعض المتكلمين وأئمة الاعتزال والفلسفة بعد أن حاروا في علم الكلام؛ كانوا في فراش الموت يوصون بكلمة واحدة: عليكم بدين العجائز، أي: الزموا العقيدة الصافية.
وفي المقاصد الحسنة للسخاوي (المتوفى: 902هـ)حَدِيث: عَلَيْكُمْ بِدِينِ الْعَجَائِزِ، لا أصل له بهذا اللفظ،
قال العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين: قال ابن طاهر في كتاب التذكرة هذا اللفظ تداوله العامة ولم أقف له على أصل يرجع إليه من رواية صحيحة ولا سقيمة
وقال الإمام أبو الفتح محمد بن علي الفقيه: دخلنا عَلَى الإمام أبي المعالي ابن الجويني نعوده فِي مرضِ موتهِ فأقعدَ، فقال لنا: «اشهدوا عليَّ أنِّي قَدْ رجعتُ عنْ كلِّ مقالةٍ قلتها أخالفُ فِيهَا مَا قَالَ السَّلفُ الصَّالحُ، وأنِّي أموتُ عَلَى مَا تموتُ عَلَيهِ عجائزُ نيسابور»
قال ابن دقيق العيد:
تجاوزت حد الأكثرين إلى العلا ... وسافرت واستفتيتهم في المراكز
وخضت بحاراً ليس يدرك قعرها ... وألقيت نفسي في فسيح المفاوز
ولججت في الأفكار حتى يراجع ... اختياري، واستحسان دين العجائز

ومن العلماء الذين وردت هذه الكلمة ضمن أقوالهم:
ـ إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، فقد ورد في ترجمته قوله (والآن رجعت من الكلّ إلى كلمة الحقّ. عليكم بدين العجائز) يعني الفطرة في الاعتقاد.
ـ الفخر الرازي الملقب بابن الخطيب صاحب التفسير فقد ذكر في ترجمته أنه قال في آخر حياته (من التزم دين العجائز فهو الفائز).
ـ أبوبكر الخوارزمي الحنفي. شيخ أهل الرأي ومُفتيهم قال عنه البرقاني: سمعته يقول: ديننا دين العجائز ولسنا من الكلام في شيء.
جمع واعداد عبدالله الرواس





الجمعة، 20 مايو 2016



صائدي اللذة ..

من وحي الكتابة والرسم على الرمل في شواطئ الوطن  

هذيان الذاكرة وتسرباتها عبر لوحة الحكي بالرمل / لوحة القهر / المعاناة دافع للخلق بين محتوى الذاكرة والرمل
كيف تريد ان تكون خالق متعة البوح دون ان تكون لك طاقة المحو للماضي والالم 
كيف تكتف الامل على رمل ظامئ بالملح والغنج وايام الملل حبلى بالمد والجزر
الكتابة نزوة عابرة لكل شواطئ الوطن خلسة او علانية .. ينعكس التعبير من كل الجوارح على الذاكرة .. رغبة تعلن عن ذاتها في حروف ورسوم ..بتحولها من السر الى المعلن والمرئي .. رغبة في مشاركة الاخر لمشاعره واحلامه ..وفي امتطاء ابجدية الهروب من الواقع واكراهاته .. وقد تكون الكتابة والرسم بداية شكلية ونقطة الانطلاق لمسار عابر .. او تأصيل لحياة لا نهاية لها .. تنكتب قضاء واستشرافا للمستقبل من لحظة مريرة او سعيدة .. يزداد فيها درجة الضغط او ينخفض .. وغالبا ما تكون البداية من خط العبث والفراغ
يحتضن الشاطئ حمولة كبيرة من ظواهر الرسم والكتابة .. صراع بشتى الاشكال ينكتب على الرمل .. صراع البوح والتلاشي والانكسار .. في ورطة اللقاء نعثر على مجسمات عجائبية واشكال غرائبية .. تنبسط بغنج مع بلل المد في لحظة الحيرة واثبات الذات .. وتدرك لا شعوريا ابعادا تراجيدية النبض الانساني في شواطئ الوطن .. اذ تعثر في اوقات شتى على تعابير مالوفة ورسومات اكلاسيكية سائدة مسطرة .. وذلك يكتسي مدلوله من ايحاءات المكان والشخوص ..
والقراءة امتداد لرومانسية البوح الذي يدب نبضه على الرمل بفرح طفولي في لحظة الغروب .. كل الشخوص استوت في القلق والامل والخوف من الانزلاق في رتابة الفشل .. حروف وارقام يداعبها المد ويبلل حيرتها بايقاع الدلال .. مفعمة بعطش الضياع ودمع الانسياب .. حوار صامت يجري بين الانا والمكان .. يتدثر اللفظ بخصوبة الهوى وبغريزة البقاء .. ويمتزج الرمل والخوف والبوح بالموج .. ويختلط معه زبد الحابل والنابل ..  
للمكان تضاريس البوح واثبات الذات والهروب من الانطواء الاجوف ..طحاليب البحر تخترق السكون وتغوص في غور اللحظات .. وتوقظ غرائز اللفظ شاعرية الاغراء .. الفوضى هي الخيط الرابط بين الطيف والصيف .. واقع يختزل مهملات المتخيل الذي يحاول التجرد من افرازات الفراغ .. فيما تحتضن الرمال رسائل التحرش والمطاردة ونسيج الضياع ..
والفعل الممارس في التعبير نتيجة للتراكمات ولهيمنة العواطف على العقل والسلوك ..
ينكتب المحكي / السلوك الذي هو تكريس للحرية في التعبير عن  الانا  والاخر .. يلتحم الفعل بالحرف المسكون بالوهم والامل الضائع والخلوة المهووسة بالهذيان .. يشتعل المكان بحرارة بلوغ الوطر .. ويحترق ضحايا الحب بلظى الظهيرة .. يتجلى لهب المساء في مسبح تكتنف شاطئه حمى الزحام .. والجسد اللعوب ينطبع احتيالا على الانا الظامئ ويلتهمه بشتى الاحاسيس .. تتصدر المكان كل امارات الوحشة والانس والسير المجبول بالحيرة والجنون .. الفراغ يحتضن دهشة الاشتعال .. يستلهم الحزن والترح في محيطه المتشابك بالتأثر والانطباع .. التجاوب  



عبدالله الرواس طنجة
جريدة البوغاز 10 / 6 / 2009  






من وحي الكتابة والرسم على الجسد  
دهشة الكتابة والرسم على الجسد بالألم والجنون
تتعدد وظائف الوعي بالجسد / المعرفة التي نلمس حقيقتها عند ما يكون مرئيا ومقروءا بالمعنى الميتافيزيقي والفلسفي .. في ظل الحداثة الغربية حظي الجسد برد الاعتبار وانزاحت عنه القداسة ولم يعد يمكن اليوم تقديسه ..
وقد جاءت كلمة في الف ليلة وليلة تشير الى الوعي بالكتابة على الجسد مبكرا او يرصدها تقول) :  جرى لي حديث عجيب وامر غريب .. لو كتب بالابر على اماق البصر لكان عبرة لمن اعتبر ... ( ما يدفعنا هنا الى التساؤل : هل الكتابة على الجسد قدر على الانسان ..
فالمرا لا يستطيع قراءة المكتوب على اماق العين وعلى جبهة الجبين بلا مراة .. وعليها ينعكس صدى القدر الذي يحدد مصير الذات والرسم والحرف والحكي ..
الممارسة تزاول بالم بالغ ولذة ممتعة على الجسد / اللوحة / الورقة .. فالذي يرسم على الجسد ..او الذي يرغب في تخليد انطباع ما على جسده .. يكون قد رسم في داخله صورة ما عن الفكرة .. افكاره المتلبسة في فترات متتالية من حياته .. فهو يحاول ان يبقي تلك اللحظات ماثلة للتوثب مهما كبرت او صغرت .. عبر رسم او كلمة اوحرف او رقم في جسده ) الورقة( ليظل دائم التذكر والتفكر في دلالة الرمز والخلفيات
بمجرد الشروع في انكتاب الحرف على الجسد ) المحفور بتخطيطات الذاكرة لتثبت او ترسو عبر سطح الجلد لتخليدها ( في الجسد التابض بالحياة والامل والاحزان .. فان ابجدية الكائن تخضع لرغبة الاخر .. صراخ الجسد ضد الالام وصمت النص وتمرد الجسد .. لذة الالم في لوحة فنية بمدلولها الرمزي ..
والفكرة ترسخت عبر تراكماته التي هي امتداد لادراكنا .. لايحاءات الجسد بالحركة والسكون وادراكنا للجسد مرادف لادراكنا للحياة .. فقدرة الجسد المائل للرؤية / للقراءة هي امكانية لتجسيد نصية الحضور في غيابه .. وتقاطع المسافات يؤسس لفضاء القراءة .. حيث يعار الجسد المتحول الى العالم المرئي /المقروء .. مساحة كبيرة من الجسد توظف في هواجس اللغة يمتص الاثارة بالتلميح والتهريج حتى يصبح الجسد ملكا للجميع في تلويحاته ) خاصة اذا كان صاحبه في موقع يؤهله للجرأة المطلوبة (
واصبح الجسد عند اهل الفن والادب رمزا للشعب / الانسان المقهور وللوطن المكلوم
الكتابة كاداة تنم عن حضور متشابك في الرمز والحداثة
حضور الجسد صورة كتعطيل للعقل ونيابة عنه في الصراخ بالمراد اعلانه
الكتابة على جسد المراة يعني العمل الممتع لها في لحظات والعمل المرهق في فترة اخرى .. تمتحن انوثتها وتدفع الثمن ) الاعلان ( بالالم واللذة لاجل متعة الفن او الانتماء او لتخليد بعض اللحظات للذكرى
ولغة الجسد تنافي لغة العقل ويقال بان جسد المراة التي له جغرافية ميتافيزيقية سوف يكون له تاريخ صعب .. واصعب منه ان يصبح وسيلة تعبيرية
وهاته الظاهرة جاءت مرافقة لموجة ثقافة العري .. يتعرى الجسد ويتحرر بالايحاء والرمز من كل شيء .. وكان لزاما على صاحبه استغلاله في وسائل التعبير وتوظيفه في توصيل الرسائل العلنية والرمزية بالكتابة والرسم / الوشم حتى يوازي الجسد كل الصيحات المستجدة بلغة العصر .. وهو اسلوب عصري للتواصل مع الاخر من غير اقحام او اكراه ويرسل عبرالجسد ما شاء من الافكار والامال والاحلام وحتى الالم .. ولتلك اللغة فعالية قصوى في التاثير حتى اصبح الجسد ياخذ بعدا سياسيا وهو محور الاقتصاد العالمي ومحركه
ويتخذ من عري الجسد والكتابة عليه ابرز المطالب ورمزا للاعتراض والاحتجاج على حدث او قانون او قرار ما كما في المظاهرات والاحتجاجات وفي الاحداث الرياضية لتاييد فريق كروي وغير ذلك
عبر  الجسد يشعر المرء بالم الاخرين وفرحهم .. وعبره يدرك غور الماسي المتجددة الحضور في الجسد / الحياة كموضوع يستلزم كشف مضمونه
كيف نفهم تعابير الجيد ولغته الغامضة والمتعطشة بالاستفهام !
ان اجسادنا امست وسيلة تعبيرية بلا شك لا حدود للتعبير عما يكتنفه من تعرية وصدمة واندهاش .. وترتبط فلسفيا بالسلوك والوظائف وغيرها من الحركات التي تجعل منه موطن المعنى ..
هل اجسادنا مستقلة عن الانا ! ام انها ضحية للوسائل المثلى للتعبير عن الافكار والمعاناة والالم بشكل طبيعي ومخاطبة الاخر بما يراد قوله عبر الانا ..
يقول ادونيس : ما اعمق الوحدة بين الدم والحبر
ونقول : ما اعمق الوحدة حين لا نستطيع التعبير فنختزل ذلك عبر نقش سطح الجيد الالم 
بقلم : عبدالله الرواس  طنجة
جريدة البوغاز 10 / 6 / 2009  







بين القلم والقدم
يواكب القدم كل مراحل نمو الجسد وتداعيات سعيه وكدحه وانتكاساته وترحه في تقاطعات الازمنة واللحظات .. والقلم يؤثث التاريخ والذاكرة بأبجديات الدم والمداد .. مندفعا نحو الواقع الذي يتارجح بين عبقرية العنف والتفاعل .. وعبث الاقصاء والضياع .. كان وجوده جبرا واختيارا قبل ان يدب قدم الانسان الاول على بساط الحياة .. وقبل ان ينكتب في الازل ارادة القلم وحركية القدم ..
تتفاوت الحظوظ في قواسم الاختلاف والاشتراك ويلقي جدلا بظلاله على كثير من الاحداث ومدى تفاعلها مع الحبر والانسياب من الحركة والسكون ..
يختلفان في الوظائف والايقاعات بما تحتوي عليه من التبعات النفسية والفكرية ولان فعل القلم ليس كفعل القدم ..
ويشتركان في النجومية والنخبوية واثارة الزوابع وتحريك الجماهير بالضغط المستهلك في شتى الاوقات والمناسبات .. 
هل ضربة القدم كجرة القلم .. ومتى كان القلم ساق القدم .. والقلم ايضا هل تزل به القدم .. وهل القدم يخشى القلم ..
دوافع خفية وعلنية تحرك ذروة الصراع في التموقع وتعداد الادوار .. صراع قائم الذات وبصخب بين القلم والقدم .. صراع الاقدام على رقعة الوطن .. وصراع الاقلام لاجل التعايش وبالتحدي مع ساسة الوطن ..
طفح الكيل بزحف القدم متجاوزا حدود الاثارة .. والقدم التي تقيرها غبار ماضي الايام لها القدرة في الهروب الى الامام .. الهروب من العجز ومن عنف المرحلة ومدى انصهار التاثر المكتسح لحركة الزمن المتجدد في كل صباح .. من يكابد الاثارة الكتاب ام الرياضة .. من يختزل الرغبة في التواجد والتجاوز والبقاء على قدم المساوات بين القلم والقدم ..
في الدول النامية كل شيء مقهور تحت قوة القدم ولن تكون اقوى من الاقدام التي تنافس الفرس في الجري واللعب ومراوغة القوانين والتحايل على المسؤولية وغيرها من الحواجز الحضارية ..
اما في الدول المتقدمة .. فالكلمة الاولى والاخيرة للقلم .. واليوم نفتقر الى التوازن بين سلطة القلم والقدم .. فشتان ما بين القلم المقيد بالقوانين والحدود والاعراف والخطوط الحمراء .. وبين القلم الحر .. ولا مجال للمقارنة بين القدم المثقلة بالاغلال والاخرى التي لا تالوا جهدا بيسر وعسر في الانطلاق وعبور المسافات وتخطي الاكراهات ..
اننا في عصر يعمل - وعن قصد واصرار- على تسويق نمطي لجنون القدم وهيستريا القلم .. اذا كان بطلنا من ورق .. فبطلهم بالاحرى ان يكون من قدم ..
من البديهي ان يتحرر القلم من عقدة القلق والوجل حتى لا يتاثر بمواقع التعثر والزلل ..
سالت مداد الاقلام بوحا وصراخا وتعبت نصبا وعياء كل الاقدام .. ولم تحل المشاكل .. ولم تسوى كل القضايا العالقة بين الشفاه المترعة بالشهوة ونبيذ الغياب .. يحتضن القدم بداية المسافة ويختزل طولها في تحقيق الهدف واستعادة الزمن الساكن والمتحرك بسرعة لا متناهية في منحدرات التاريخ .. وينهي كل المسافات بجسد التخفي ونقطة الختام ..
هل القدم يحرك القلم .. وان كان هل القلم يحرك القدم ..
حضور القلم في ميدان القدم حضور للسؤال والبحث عن شاغل ما يجعل من وطء الاقدام اضافة رمزية لامتدادات الرؤى والاحلام ..
والقلم يزاول معركته في عالم الافكار ويحاول ان يثبت وجوده بروح رياضية احيانا .. ويقدم رجلا ويؤخر اخرى بروح انهزامية في مرات كثيرة .. ومتى نحتفل بالالتحام والمصالحة بين القلم والقدم ..
عندما ينتصر القدم نحتفل وننسى مع نشوة الاحتفال الالم وصداع القلم .. واحيانا نحتفل بانهزامية القلم والقدم ..
كل الاقدام لها قوة المراوغة والمناورة والقدرة على ابتكار الحركة والانفلات من المنزلقات وادارة معركة الفوز في دروب الحياة على قدم وساق .. وهناك من يعنل لاجل تقزيم الاخر وتضخيم دور الانا القدم ..
اذا ربحت الاقدام في الكرة او الجري انعكس ذلك على كل الشخوص بالجري واللعب الى درجة الجنون .. اما اذا ربح صاحب القلم جائزة او وسام تقدير .. فلا يثير اهتمام احد .. ويمر مرور الكرام .. ولن يكون ابدا مثل القدم التي تدغدغ المشاعر وتشعل حماس المتلقي ومدى شغف عشقه للقدم ..
وسائل الكسب كانت باليد وما زالت .. واليوم يتكسبون بالقدم والقلم واللسان ايضا .. والكاتب الذي يعيش من قلمه يتكسب بما يكتب .. وصاحب القدم يصول ويجول عرضا وطولا .. له قدم عريضة في الجري واللعب ويعيش من احترافه ويتاجر بذلك ..  هل نستطيع الصمود في المنافسة والصراع .. والقلم هل يمكن له ان يحقق شيئا من ذلك للكاتب ..
تجربة القدم في الحركة على الارض ليست كتجربة القلم في الكتابة على الورق ..
تسابق الاقدام دهشة الوقت .. ورعشة السيقان تغوص في مداد القرف .. يتدثر القلم بخفي حنين .. وتركض ينابيع الكلام من عتمة العطش .. وتتعثر الاقدام بصخور الولائم وتتلاشى الاقلام في موسم التصادم والحضور والغياب .. والوجع يداعب القلم بوهم العطاء فيحتمي بالاقدام في السباق والعناق ..
تعربد القدم بسكرة الطيش واحترق بالاوهام مع ابجدية الاعصار ..
القدم رمز القوة والعنف وصانع المجد والاستبداد .. فالرياضة تزاول في جزء كبير منها بالقدم التي هي وسيلة التواصل والتفاعل والحركة والسير .. وشغلت الاقدام الدنيا وملكت العقول ..
والقلم رمز الفن والفكر والادب .. ويساهم بفعالية في تدوين ثقافات بني البشر .. ويجس نبض التاريخ وابلتعارف والحوار من قنة الراس الى اخمص القدم ..
وهل نظل دائما نجر اذيال الخيبة من القلم والقدم ..
استعداد القدم يرافقه هالة من الدعاية المجردة من الواقعية للاليات الثانوية .. ويترك الجوهر في رفوف التاريخ ..
مازال القلم يفتقر الى حرية التدفق والمشاكسة .. الى فضاء رحب الذي لا يشوبه الاحباط والتورط .. ومن الخطورة بمكان ان يناهض القدم كل انشغالات القلم .. ينازله رفيقا وندا وخصما لدودا ..
لماذا يتضايق القدم من نقد القلم .. ومتى تنتهي معاناة القلم مع وصية القدم ..
سجال الاخفاق يطفو زبده على الواجهة .. ومعوقات التقدم تتخذ منحى تصاعديا لذروة الاختيار للقوة والضعف .. ومستقبل الاجيال اين هو هل في القلم ام في القدم ..
يتناما الوعي بخطورة الممارسات اللامسؤولة والمعطلة للاختيار الاصلح .. وادمان السقوط في الاخطاء والتناقضات استنزاف مربك للرصيد الثقافي واكراهات القلق ..
وعندما يغيب القلم في مستنقع الاقصاء .. فالقدم يرقص على واقع من ثلج .. بالعري الذي يثير شبق الانصهار .. واذا كان القلم من خشب فلا يستطيع ان يؤثر ببصمته في الواقع الصلب  مثل القدم  .. فكان لابد من اعداد وترويض القلم حتى يكون طوع امر القدم .. ويتم انذاك انتاج الاقلام بمواصفات فكرية وفلسفية القدم .. تناسب افق التدرج وافق العقليات التي تنساق وتميل مع مغريات القلم ومحفزات القدم ..
كتابة : عبدالله الرواس طنجة
جريدة البوغاز/ العدد:  الأول  بتاريخ : 10/4/ 2009      





1**فاصلة الضوء

الامل فكرة باهتة الظل مرهقة الطل ..
الابتسامة استدراك ليقظة مؤجلة في غور الامل
التامل خروج من فراغ غير مدرك الى شرود يرتع بالغيوم
يمتد الحلم من قمة الرؤيا الى اخمص الخضوع 
ايتها الامل لا تجري ورائي بنصف الكاس .. لا تتقدم امامي خافتا مبهم الحركات
يؤشر الحلم الى ساعة الامل ..  دقات قلبي تنشد مدا في القرب وجزرا في البعد وغفوة على ايقاعات الظل ..
تلبست بالعزلة وسقطت في مجاملة مبطنة بالغزل .. استدرجني الملل الى مضاجعة الياس .. الاستسلام صلاتي .. تواريت خلف كتاب فارغ من الامل .. اردت قتل الملل .. اغتالني الليل ورمم الشفق خيالي .. والدمع يلثم حلما ينساب مالحا من عيني ..
متى يرحل الملل ..
يزداد صخب المد .. لامست قلقي وتاهت احلامي .. انسلخت من وصل الحبر .. نسيج من النقط تعبث في نافذة فسيحة .. تجاوزتها بقعة النور في جدار الظل .. واوشك الحلم ان يتسلل من فجوة الياس ..
نقطة واحدة في غرفة الظل عكست الضوء قبل ان يكون العشق .. ينعكس على الواحة هذا الجمال المتناغم بالهدوء والسكون والسحر .. 
اوصد شروده في وجه الشمع .. استيقظ بين الاشجار وهي تحتل الماء والظل .. رقص بالتيه والحبور والعشق ..



5**هل كانت نزوة للظل....  
هل هناك لغة مشتركة بين الانا والظل ..
تكسرت المرايا بالوهم وفي قلبها نعي لكل الصور .. واحترقت الاشارات بشراب مذاقه الفقدان .. طلبت عقلي محتفيا عن نار عشقي .. وخلفي نزوة تستقر في بؤسي .. مذاق الوهم حلوا في نفسي .. لم اجد لذة تغالطني بالمنى ممزوجة بالوهم .. اريد خمرة لم تلحظها عين الحلاج .. تسري في الجسم بمس الذوبان .. اطياف تعدو خلف حيرة ابتسمت لها الاحلام .. انهمر من ظلها سيل من المتلاشيات وما خفي عن الايام ..
لا وقت للأحلام .. الوقت المتبقي للابتسام ..
تطفو الاوهام على الظل بالزبد والبلل .. رأيت الامل لامعا .. أذهلني لمعانه .. عانقته بحرارة .. فتآكل في يدي بالملل ..
خرجت من كل افكاري الى القلق .. لقيني الشك مهرولا .. توثبت الهاوية وكان السقوط كسقوط المطر .. 
أنى لي ان اخلد الى حضن المدينة .. انى لي ان اسافر الى لهفة الريح وهي تسكنني بكل الحشود الهاجعة الى الفناء .. أنى لي جسد البقاء وهو يشرف على جرح يومئ الى صوت مبحوح .. من يضم رغبات جسدي الى ظله ..من يعطي بداية نزيف عريه اعطيه استئناف نزوتي في العشق ..

عبدالله الرواس طنجة 


4**هل كانت نزوة للظل....

ليلي في وطني مشرق .. ومدينتي في ظلام ليلي تموج .. مواجد تتوالى ولا يعجزه الصباح .. متلبس بالأمل على نهد مدينتي وحالت بيني وبين الصحو الرياح ..
ويأتي الغمام على زبد الموج بمفاتن الوطن .. وتمخض الطين في ضوء النهار على هديل الحمام .. والنبع يستوي في الوحشة بلغة الكون .. والحلم المذبوح يغشاه عري وهوس وجنون .. وظني القرب في رحم البهاء يحترس من فاصلة الظل ..والتاريخ لا يسري في قافلة المسافة الا بالنوح .. قافزا من قعر معانات اخترمها الطوفان .. عجلت اليك على جناح الكل .. احمل بعضي والبحر ليس يتركني حروفا تتجلى في صفحتي وارضي تشتعل بقلبي .. وبعضي من السهر تضمر في نفسي .. اهتزت يقظتي ثملة على بوح قلبي .. والمنى من وجنتيها يسري ..
انتظر الحقيقة لعلها تأتي .. وانا من الفقدان امضي .. ومن عينيها اذرف الوهم وارمم الكلمات لعل الوحي يأتي ..
يقدم اليأس رجلا تشتعل بفراغ القرون .. ويقدم الأمل رجلا اخرى في تراب الجفاف يضيع ..
اكل قوقعة جوعه على صدى البحر .. والغمام يبكي على الترهل المنبسط بالركوع والرعد ..
سيكون الجرح وثنا ممتدا في الرمز .. سيرقص الجرح على مذبحة الوهم بحوافز الهواء وحشد من موتى الحب ..   
اجود بالضياع في انتظار سدوم الياس ..سأصلي في متاهة اللحظات من منبع الظل الى غاية المصب .. سأقفز من وطن الركوع مترنحا برعشة الوشم .. 
يكاد الليل ان يكون صحوة النهد ..
هل عرف احد الحب وهو ليس جزءا منه ..

عبدالله الرواس طنجة





3**هل كانت نزوة للظل.... 


أيها السهل الممتنع لك القلق والدجى وفجر السهر .. لك المدى والفراغ وكل تدفقات متعة المشاعر المتقاطعة ..
استعذبت الغواية واتت إلي .. وتبرعم النهد ومن مقلتها مشت إلي ..
استعجل الصمت غمامة الزهو .. نما الوجد واستنفر جنود الأسى .. وصرت هائما أعانق ذاتي وحظي ما أردت ..
لولا ذهولي المتساقط بالثلج وصبيب الغمام .. لركضت على مسافة الفنجان ممزقا من كل ما بداخلي من مخبوءات الغياب..
إليها يأتون .. من كل باب غائر يأتون .. من كل رقصة صادحة يأتون .. من كل فاتحة ثلجية الترنيم يأتون .. 
هي الليل وفي تلابيب التنورة النار .. ومض البرق من خصرها وتجلى من ثنايا الصمت عابثا بالأزهار والضجر ..     
أما يرضيك الرقص تحت المطر والهجران وقميص القمر ..
أفسح لنا طرق البياض حتى نعانق رذاذ البرد ورعشة الأفراح..
غرد الطير بآهة الترياق تنبض بجسد خرج للتو عن طوره إلى النار ..  
عبدالله الرواس طنجة







2**هل كانت نزوة للظل....

من الهراء أن أومن بالفكرة وبالطريقة التي تريد آن تكون  ..
من عرف امرأة واحدة غاب عنه حقيقة كل شيء ..   
تتضاءل الدوائر وفي تضاؤلها فقاعات أحلام وأطياف وكمائن ..
حلقت روحي بعيدا في الثلج هاربا من الهواجس التي استباحت خلوتي .. انزوت كل الدوائر في جوف السكون .. وتلاشت كل النجوم إلا نجمة الظل تأرجحت ببطء الأفول في فترات منكشفة تعرت  فيها بالارتجال..
سأبقى معانقا للظل من الرمق إلى المغيب .. سأبقى آيلا للارتماء حتى ولو تدلى الليل من مقلتها بنزوة البوح.. يموج القلق بالوجل تاركا الدخان في فجوة الرقص .. 
استرق من الأرجوحة ترددها وتأهب للهروب من كل الولائم إلى أغنية آثرت لحظتها الاستمتاع بغبار النسيان ..
الدوار شهوة على مرمى حجر ..
الفراغ خط رملي ينخفض بإيقاع المد .. ويرتفع بوهم لا ساحل له .. غاصت أحلامي بسكون خافت في ذاتي .. ابتلعت كل أنفاس ونبضات أيامي ..
جوهر الظل أنا ..
أرى الأحلام تتوالد عن تشكل ملبد بالآهات.. أسافر في لحظة باهتة عابرة ممتطيا شغفي المنهار .. أصاب بنزلة الملل في فترات البرد الآتي من يقظة الفقدان ..
تدهشنا التفاصيل التي تصدمنا أماراتها بالانفلات .. تشتعل حمى المشاجرة في نفسي .. وافقد معها نزواتي بالتكرار ..
أحدق في اللاشيء .. كانت هوة سحيقة في المنحدر تبتسم لوجل ترددي .. رائحة المكان تختلط برائحة الفشل .. اتابط فاصلة اليقظة بتكاسل .. لو كنت متلبسا بالإلغاء لساورني الشعور بالاحتراق.. استهلكت القلق في الحلم الذي طفا في المتخيل .. الحظ يتوقف في وسط الطريق .. يتجمد الحلم لحظة .. يواصل نموه بذبذبات متفاوتة الإيقاع .. ابحث عن جزئيات الحلم المفقودة  في نزوات الظل ..
كل غيمة في طياتها انزياح متقطع للأحلام ..   
عبدالله الرواس طنجة








1**هل كانت نزوة للظل....

يظل الحلم حلما ما لم يدغدغه السكون والصخب في الفجر ..
وقد تراءى لي ان هذا البوح كان نصف ظلي المنشود في المساء والليل .. كان سكونا يستدرج سراحه من عثراته .. انطلق لمعانه كشمع في متاهة موشومة بطيف يعشق التآكل ويبكي .. كان وجدا هب من رماد ساخن بالوجود .. ارتعشت حوله آهات ناهد .. وخلف القلق دهشة المشي على هواء الوهم المتواري في هذيان الزعفران ونزوة اليم ..  
اختنق بالبوح يا أمسي.. تحطم بالغسق ياموج الفجر الخيالي .. لا تتمزق في ذاتي .. لا تعانق الجرح في كلماتي .. تكفيني جرعة واحدة للعشق لأتوثب مع الهواء في كل لحظة من لحظات الليالي..
تجاوز كل الاختيارات وتعثر في الفاصلة..نمت رغبته  فقفز من ذاكرته إلى ذاته .. أدركه الغرق في بهو مظلم من فراشه .. تعلق بقلبه مستنجدا بنبضه وبوتيرة خطواته ..  فألفاه سقيما في هواه .. علاه من التعثر في مقلتها سحابة .. وامن بقوة شغفها الغامض .. مستسلما للماء المتيم بالتراخي الثابت..  
أريد أن أهضم الفشل واشرب نصف البحر.. أو اعبر كل مسافة أمواج السقوط إلى الظل .. أريد قاربا من طين يسبح بي في يم الأجساد .. أمواجه آهات .. وأنفاس زبده زفرات ..
مهما غاص في المرآة لا يدرك نزوة البحر إلا الغريق ..
عبدالله الرواس طنجة




لا تذهب الى الشعر بسرعة .. السرعة تقتل الابداع

للكلام السلبي او الإيجابي وقع السيف على الانسان ..
وقد يكون الكلام حكيما فينتشي المرء بسحر اللحظة بالحماسة والنشاط .. اللحظة تزرع فيك معنويات الإرادة والاقدام على الابداع والابتكار .. الحكيم عيناه في رأسه كما يقال
والكلام السلبي يثبط العزائم والهمم وينزل على الشخص المعني نزول الموت والياس
لقد ولد في صفكم شاعر ...
هاته الكلمة جعلت من سميح القاسم شخصا يسعى الى الشعر بعد ان جاء الشعر اليه من أوسع الأبواب .. كان يكرر المحاولة تلو الأخرى ويعتصر قريحته حتى تجود عليه اللحظات بالشعر فاذا داعبه الياس قال له المعلم بحكمة بالغة
لا تذهب الى الشعر يابني .. انتظره وسياتي اليك  

عبدالله الرواس
طنجة  



التعايش مع الانتظار 
ما تركز فيه يصبح واقعك .. / وليم جيمس  
ربما لا نحصل على ما نريد .. لكننا  بالتاكيد سنحصل على ما نستحقه .. /دوج هورتون
من منا لا ينتظر شيئا... إن واقعنا كله انتظارات .. لكن من هذا الذي يمكنه أن يتخطى دائرة الانتظار ..
هل يستطيع احد أن تحترف الانتظار..
الكثيرون تعودوا على الانتظار إلى درجة الذوبان .. منقادون لجاذبية الانتظار .. لا يملون ولا يضجرون ولا يشتكون من طول الانتظار ..
وأصبح لأمر الانتظار تجار ومحترفون ومنظرون ومفكرون ومشرعون للانتظارات المستقبلية وما يترتب عليها من دراسات وتوقعات واحتمالات ونجاح وإخفاقات..
إذا كنت ممن له قابلية التأقلم وحظ التعايش مع ما هو منتظر من الآمال والطموحات والأحلام.. وحتى في وقوفك في طابور الانتظار .. فانك تنتظر ذلك بكل وجدانك وحواسك ومشاعرك مع الصبر أولا.. وبمهارة وذكاء ثانيا.. فلا معنى لليأس وأنت من جملة المتورطين في الانتظار..
نحن نعيش في هذه الحياة وفي كل يوم على إيقاع الانتظار.. كل إنسان له في دماغه وفي فؤاده شيء ما يحفزه ويبقيه على حافة الانتظار.. ويترجى تحقيقه أو حدوثه أو قدومه او يخشى مجيئه من المعلوم أو من المجهول على الوجه الذي يريد أو لا يريد..
المهم هو أن لا نشتهي الانتظار.. وإذا كنت من الذين يكرهون الانتظار وتكره كل ما يمت إليه بسبب ما.. فتخلص من ذلك بروح رياضية .. لا بروح الانتظار..
فالذي يقف في آخر الطابور وينتظر إلى أن يحين دوره.. فهو الناجح المحظوظ .. والذي يرجع إلى حاله من أول وهلة ولا يستطيع الوقوف في صف المنتظرين.. يتعثر في أموره الصغيرة والكبيرة.. ومعرض للفشل من أول نظرة .. فعاقبة المنتظر في الغالب تكون بخير وعلى خير .. ولكن القلق والعجلة والانفعال وغيرها من المؤثرات التي حولنا تساهم في إذكاء العداوة تجاه ما نجهله من الأمور المنتظرة.. ونستعجل مجيئه وان كنا في الواقع نجهل حقيقته منذ البداية...  
ترى كيف نتمكن من التعايش مع الانتظار ...  
عبد الله الرواس 

طنجة 

اريد ... ولا اريد ...

انا لا اسمع الا ما اريد....ع الرحمن منيف
يقال إذا تشابه حضورك وغيابك فارحل
لقد تشابه علي حال العرب وحضورهم في التاريخ وغيابهم عن الواقع اصبح الوجود والغياب سيان الواقع يتثاءب مللا وضجرا
لا يوجد اليوم انسان ما يجهل او يتجاهل الواقع المقلق والمؤلم الواقع الذي يوحي بشر قادم أكبر مما نحن فيه
لا اريد ان افهم
لا اريد ان أتكلم
لا اريد ان أرى الواقع
لا اريد ان اسع عن هذا الواقع
يضايقني الواقع بكل اكراهاته وسلبياته لا أرى الجمال في الوجود
أرى قبحا وقلقا ينبت في كل مكان
اريد المستحيل
اريد ان احجب شمس الواقع المحرقة والمهلكة بالغربال اريد غربالا لا حجب به الواقع اريد ورقة التين او التوت لاستر بها عورة العرب
لا اريد سماع شيء
لا اريد ان أرى الصور للأطفال وهم بين الضياع والموت بين جرحى ومعطوبين ومقتولين ومغتصبين
لا اريد الكلام بالقلم ولا باللسان ولو بالإشارة التي هي اقل العبارة ليست لي الرغبة في البوح او الثرثرة
اريد مكانا لا أرى فيه الانسان يتصارع مع الانسان
ايد كهفا او كوخا او غابة لا أرى فيها الانسان الحاقد والشرير والمتملق والمنافق
العرب مع عدوهم اجبن من النعامة
هل يرهن العرب وجودهم في الصراع
اريد أكثر من المستحيل
لا اريد ان اسمع الأصوات البشرية حتى اظل سالما من الاحاسيس المقلقة احاسيس الاخر تنتقل حبر التحديات والظروف والمؤثرات أكون كما اريد او لا أكون

عبدالله الرواس

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...