الاثنين، 24 ديسمبر 2012

*7***صدى الرصيف *** عبدالله الرواس


*7***صدى الرصيف ***    
 اتخذت من الفردانية دينا وسلوكا أينما انعكست ظلالها .. وافر من الوهم إلى الوهم .. لقد أسمعت لنفسي صدى صيحتي قبل أن يتساوى النهد والفنجان في الذوق والطعم..
آلة الزمن تتعطل بين ثنائية الأنا والظل.. الكرسي يستظل بالشجرة ..ما أطال الظل قامتها .. ولا زاد في نظارتها الربيع ..
وقف على حافة الزجاجة والرعب يخيم عليه بكل أشكال الشجون .. دوامة حول وردة تحتدم بالدوار.. كانت فتاة تتحاور مع فراشة وهي تدخن وتقول : لست ظلا  للبحر حتى تطاردني الرمال .. ولا نهرا حتى تنسكب في مدار عشقي البحار .. قالت الفراشة : شفاهك تمص وجع عشقي القديم ..
فرس ثلجي يعدو فوق أغصان الصنوبر .. ويقفز على حواجز الامتصاص .. وخلف وراءه غبار التآكل والاحتراق ..   
للزجاجة مدخل وحيد كالقبر.. الداخل إليها مفقود بالتلاشي خلف الظل .. والخارج منها مولود بالانكسار في مطلع الشمس .. كانت الزجاجة مغرية بألوانها الأخاذة وأثاثها الخلاب .. منها خرج الحلزون بعسر .. كان يتحسس حافة مخرجها بأبجدية الشبق ..
أنا موجود خارج أفق الزجاجة .. أنا مفقود داخل النفق العمودي.. تسللت إلى قبو في منحدر الضوء .. تركتها تحترق بنارها .. اكتويت بلهبها قبل أن أتهجى فيها النار ..
جاع عقلي فلم أجد له غذاء .. وبرزت غرائزي في توثب تريد الارتواء .. فألفيت التعبئة المجهزة لتنمية غرائزي بوجبات الإثارة .. أصبحت كائنا غرائزيا .. أفكر بعقل مؤنث .. واستباحت حريتي الإثارة .. 
منذ اليوم الأول وأنا أتخطى الخريف.. قافزا على كل البراثين بمدى مسافة الهروب .. أتخطى سطوة السفود والمشجب وصيف الارتياب .. الخراب يلاحق عذرية الكأس .. كل الكؤوس انكسرت بفاتحة المستباح .. كل الأفواه اقترفت خطيئة الأفعى والتفاح ..
أتجول ببضاعة الصمت .. وأتكسب بتجارة الأهداب والخواصير .. 
قد يطول المرور على ارضية الغموض .. والقارورة تتكاسل عن العزف لشبق الشحرور .. انزويت إلى سرداب يتساكن فيه مدارات الظل وصحوة البحر .. لم يزل التزاحم يغطي كثبان الأجساد.. لم تأت الشمس بجنون النحت والخيام وآهات الصد.. دوي الهروب يسري في جسد المدينة.. كانت واقفة على حافة  الموت .. رؤيا غامضة تحمل الزواحف إلى ثمالة المنحدر وتحتكر حشرجة الطحالب ..
لعل الخريف يكتوي بشبق الصيف ..

عبدالله الرواس
طنجة   

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

*6***صدى الرصيف *** عبدالله الرواس



*6***صدى الرصيف ***   
ليس في الضياع أبقى من الضياع.. وليس في اللغة أبدع من حاجة الصمت .. وليس في الألم صيغة أخرى لها امتداد متقاطع للألم ..
أغلال لا مرئية تعطل الحواس على الانطلاق.. عراقيل لا شعورية تساهم في إقصاء الظل ومحو الذات .. تصطدم صورتها بعتبة سيزيف.. فقاعات تسافر على صهوة الصمت.. وأطياف تتوشح بالطمث .. وظلي يشتعل بالتآكل والخراب ..  ذات  صقيع بحثت عن سذاجة الأحزان المسكونة بالمخاض والحرائق تتلاشى خلف ستائر المنفلتة من طوق الحسبان .. عادة ما تنهمر اللحظات بالبرق ونو ارس الآهات ..
أكاد أرى الشمس ترقص بلون الشفق على إيقاع الصدأ.. ترياق يخضب العقل بالعنكبوت والحبو.. ينبسط الحلزون على خرائط الفنجان ..الفراشة تطير وتتخطى كل الحواجز ..لكن فراشتي ربطت بصخرة توثبت من عقلي .. ما أن تتحرك حتى يجثم عليها حطام أفكاري.. متى يلملم الهدوء عراءه ولا يستكين إلى النسيان .. نبشت الضباب المخيم على الفنجان فاخترقني هدوءه بالصراخ والرعد..  
في رحاب الأنا والقمر تلوت آيات الظل والضوء .. انبثت الجاذبية عزلتي عن الرقص والذات .. عزلة موغلة في الغرابة والطين .. عزلة تتعثر باللون والارتجال المجنح..
هستيريا الظمأ المسكون بحب الانعتاق والحنين وشوق الوطر.. كل الانزياحات تداعب الثقوب بكيمياء الرموز .. تندفع الاستباحة لاإراديا إلى دهشة المكان .. واللحظة العابرة تؤثث للعبث وامتلاك العبث .. تؤثثه بالتناقض والتساكن والنفور ..
يندفع الظمأ المجنح في اللاتساكن .. كل شيء يمتلك مساحة في المعقول واللامعقول .. وذاتي لا املك منها غير الألم وبعض الأمل ..
الرصيف والظل والمساء يعرفني.. علاقة غامضة تقيد حركاتي بأجنحة الأسر المنبثقة من الفوضى .. 
العابرون على فنجان المسافة لا يملون من التصادم لاإراديا .. لا يملون من النظر نحو الأشباح شبقا .. سياج الوهم يخيم على عذرية المقامات بالبوح  ..   

عبدالله الرواس
طنجة  

الأحد، 2 ديسمبر 2012

*5***صدى الرصيف ***




*5***صدى الرصيف *** 

اللاشعور نفس تلقائي ينساب على المرئي واللامرئي ..
علاقة فاترة بين الكائن والأمل .. بينما تزداد حميمية بين الذات واليأس .. 
هبت رياح الغواية وارتجفت منها جوانب الزجاجة بصخب اقتلعت جذور كل كائن يتعشق على بقايا التمائم .. كان الطوفان يتواجد من الضباب القادم على أرجوحة تتصدع بالصقيع.. اكتسحت العبرات كل أشيائي المتعفنة.. انتابت الجسد حالة من التواجد المتنمل بالدمع والزفرات ..  
يتهددني هذا السكون الفاتر الذي لا يهادن.. كيف يطيب له امتصاص التنميل الذي بدا يدب إلى النصف الأعلى من الجسد.. والنصف الأسفل انتعش بنبض ساخن ما أن تيقظت حواسي حتى سقطت شموسي على هديل الظلام.. يفاجئني في متاهته ايبا من التوقد المتباعد في اللازمان .. يستكثر علي الهذيان في قبيلة مأهولة بالفراغ .. توشح بالنسيان طافحا بالعبور المختزل في اللحظات ..احتمل جسده المنهك بالوله إلى ركن من بطن الزجاجة وقيل له لا ترقص حتى تالف التهادن مع القروح والفجوات..  
ومضت المعاني بميسم الحياة .. وهام في مقام الغربة والنقيض وما تبقى من القرنفل والسكرات .. أليس المحو اختبار مناف للتعدد.. والنهاية تنبعث من تحت الأنقاض .. تمجد الوشم الغائر في الصرخات .. تدثرت بمرافئ الجنون وشيء من بوح رتيب .. كيف أتحدى ضعفي في البقاء على جمر يدغدغ الوجع بالهذيان ..
سقطت من مضمر الانغلاق الحياة الخرافية بأوجاع البحر تتهجى الهمس داخل الزجاجة وتحتمي من السام بالصدفة ومطر الانسياب..
تتحرك السواعد بلا شحن ولا ضجر .. وبأي وهم تراءى لي الحطب .. بأي فراغ امن به الظل وانتشر.. 
يكاد الليل أن يدلي باليقين في بحر لا شاطئ له ولا ساحل.. انصهر الوشم في الدلو منتشيا بالشرود.. والنظرات العطشى تستدرج الأنا والقبائل ..
اغترف المحال بلا طيف ولا ماء .. أفل نجم الفيض في طواحن دون البحر وفوق الوارد..متى يستفيق من مدد الغياب وقد غاب في سطوة حواسه .. متى ينسلخ الومض من هذيان العراء .. انشق الوصال وشرب ليله سكرة السفر ..
خرجت من ذاتها إلى ذاتي .. أرى رحيلها ولا ترى غير ذاتي.. أعانق الوهم ولا شيء غير الوهم.. هذا قلقي به فكيف إذا تلبستني آية الوهم ..
انفجرت الزجاجة في ذاتي وطارت من اليابسة كل أحلامي .. سكنت في مقل سواها .. واه من علة أهواها .. وفي غفلة منها مرت بداخلي ما نزر من آهاتي..
تزاحم الندى في أجنحة الإشارة ..وجاء البحر يجر أذياله على نار العبارة.. وأنا اجر شهوة الفراغ إلا من جرح اكتنز ليله في دماء الغواية.. يكاد الليل أن يحتضن غربته في الوطن ويتدثر بالمتاهة..

عبد الله الرواس 
طنجة 

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

3** صدى الرصيف ** عبدالله الرواس


*3***صدى الرصيف*** 
أنا في حاجة ماسة إلى الأرجوحة .. لأني عادة اتارجح حيرة وتيها وشدها بين الأمرين ..
الخيانة وطن مرهون بالمفقود .. الأمل وطن يرتجف بالندى المولود .. كلما اتسع الأمل ضاقت رقعة اليأس .. كلما امتد الصدى والتسع تقلصت المعنى وضاقت العبارة.. 
للمكان لغة تتسع كل الحركات الجسدية .. تكتسح كل التعابير العفوية واللاإرادية واللاشعورية .. لا حدود للفراغ.. الوجود مرهون باللغة.. الأنا المنبوذ يتآخى مع الواقع الوافد مع إشارات الأشلاء خلف عاصفة الحروف .. في اللامكان أتلاشى بالرفض والحضور .. صوتي يتيه مع الأصوات المتآكلة .. لا أجد لنفسي أثرا ولا وجودا.. لغتي ضاعت في صدى الذوبان .. ابحث عن فراغ الأنا في موج الشبق والإثارة .. هذا هو مكاني المزدحم بالظلام .. هذا ما تبقى من حطام الأخبار .. هناك رماد المارين على ذاكرة الصدأ.. الهاربين من لظى التاريخ .. 
انظر إلى الأجساد المتحركة جيئة وذهابا .. اتامل الوجوه البلهاء .. أصوات بلا معنى كلمات غير محدودة الدلالة.. ضحك هستيري .. تسكع وغضب ومضايقات .. مشاجرات وتشابك بالأيدي.. تجمهر هنا .. وأفراد لا مبالون هنالك..  
لا احد يبتسم هذا الصباح.. للابتسامة صدى سحري يوقع بالآخرين في الفخ المروري .. فاقد الابتسامة هل يغري بالابتسامة أو الشفقة.. كيف أعطي شيئا وأنا فاقد لكل شيء .. 
الرصيف مكان لكل عابر.. مكان عام لا خصوصية له.. خصوصية الأنا تضيع في الزحام .. الآن عنكب الضجيج وانتشر ..
لعبة الظل قد تعكس ما يعتمل في باطن الإنسان من الأحاسيس والمشاعر .. وهل ينعكس على الشارع ما يتفاعل في الرصيف ..
 بوحي الهزيل في خراب الجراح ينهض من صداه الضائع المنبعث من حلم متروك للضجر ..
تتداخل الآهات والأحلام على عتبة الجفون وسفود الجسد ..
في قاع الزجاجة نزح إلى غيبوبة السنين شرب من الأيام ونسج جراحه على حبل الغسيل .. تعلق الطوق بالمشجب واستقر في سكون مستحدث لصحون الخراب.. يتردد الصدى في الفنجان .. والملح يؤثث الجراح بالمحتمل .. بناصية الألم .. وصدى الصمت يرقص في أحشاء الحلزون ..داهمه الخسران فترك بعض التجاويف في المسافة .. كيف يخرج من عنق الزجاجة ليسمع تلاوة الولوج إلى أطلال الحلزون العائم في مرافئ الآهات وتجاعيد الغيوم ورائحة البوح الكئيب ..
من يستطيع كسر الزجاجة .. الخروج من العنق أهون من كسره .. من يستطيع أن يتخطى طوق الزجاجة ..
النوافذ تستهوي هوامش الأماني .. كانت النهود تستظهر كل علامات السراب.. توسدت يقظتي وأنا احلم بالوجود .. أنا احلم إذن أنا موجود.. كنت أحصي نجوم المتاهة وظلي يحصي تقاطع النواصي .. ودهشة أحزان تتأجل في المقل .. دخل الفنجان إلى الزجاجة .. تكاد رقعة اليم تتدحرج به إلى الفراغ ...

عبدالله الرواس
طنجة

الأحد، 18 نوفمبر 2012

صدى الرصيف


*** 1*صدى الرصيف
الجسد موضوع الوقت اللانهائي ... هل المرأة صيغة مفردة للاستقرار ...

الوهم وسيلة العبور إلى ضفة الجسد / صدى لوحة فنية للمشاهدة الشبقية ...
السفر في المكان تدويل للفوضى التي اكتسحت الروح والفكر في عالم الرصيف وحتى الحواس التي في قارعة الناكل أصبحت تعاني من صدى مخلفات الجسد وقلق ظله المتواري في زحام الرصيف
Haut du formulaire


صدى الرصيف ***2*
في مكاني أعانق الأطياف اللامرئية .. اقطف الأحلام من أفق يرتفع وينخفض لا شعوريا على إيقاع الأوتار والرغبات
يتمدد الإعياء في عتمة الأيام .. والنزيف يعتصر ذاكرة الأحلام المختنقة باليأس ورماد نصب الطلاسم .. صدى الجسد ينتعش على ظل الخراب .. ضاق الرصيف ذرعا من ازدحام الأقدام .. ضاقت الأجساد من عياء الأقدام ..
فوق الرصيف تترنح الأجساد بخمرة الندى وعياء الخريف .. لم يبق من أبجدية الأيام إلا صدى تتساقط كعاصفة هبت من عمق التاريخ على رصيف يحترق بكلمات بقيت من مخلفات عبث الرياح .. يرقص بآهة الإخفاق .. يطوقه لا إراديا تحت ظل الرصيف
صدى الجسد ينعكس على الشارع المتلاشي .. وظله المتهالك يرقص على وقع موت يأبى الموت .. كان صوته يختنق بالبوح المتآكل .. بغوص في قعر الزحام والموج يصده بغنج .. يمشي ضد إرادته .. يتكلم وهو لا يريد .. ينام وهو يتمنى اليقظة .. يداعبه الصحو .. تدب إليه الحياة والموت يعانقه .. يذهب به تيار الزحام إلى حيث اللاجدوى .. تسقط عليه فكرة فتقتله بمرارة اليقظة .. استقبل بصدى المعاول .. كان الرصيف المتهالك ينزف حفرة تلو
حفرة .. كان الألم والعياء قد اشتد بالسواعد .. والمارة يتجنبون ظله بالنحيب .. يغتسلون حتى لا تنتقل عدوى المعاول إلى أفكارهم..
في الرصيف أتوجس من ظلي .. لا أرى إلا طيف الصدى .. لا اسمع إلا آهة من ليل جريح .. لا أتكلم إلا بكلمات من الندى ..
حللت في اللامكان وانتصبت في اللازمان .. أنا من أنا .. أسافر في مسافة الصدى .. يتزلزل الرصيف ويبقى الظل ثابتا .. أيقظني السراب .. ناهضت ظلي . فقتلني الوله بالبهاء .

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...