الجمعة، 16 فبراير 2018

يحكى بان عمر بن الخطاب سرقت منه عمامة في سوق المدينة و هرب بها السارق ، فجرى أمير المؤمنين وراءه و هو يصيح يارجل ، ياهذا اشهدك أنني قد وهبتها لك أي العمامة ، اشهدك أنني قد وهبتها لك ، قل قبلت بالله قل قبلت ، فتجمع الناس حول الخليفة يهدئون من روعه ، و يقولون يا أمير المؤمنين مالك وللرجل فقد سرق العمامة وانتهى الأمر ، قال أريد ان أهبها له و يقول قبلت حتى لا يدخل النار في عمامتي
ومرة اشترى الشيخ الإمام محيي الدين النووي نعلين حسنتين، فدخل المسجد فوضع نعليه في المكان الذي يوضع فيه النعال، ثم صلى، فلما خرج بحث عن نعليه فلم يجدهما، فذهب إلى الرف الأول فلم يجدها، ثم ذهب إلى الرف الآخر فلم يجدها، فالتفت، فإذا رجل قد أخذ نعلي محيي الدين ، وإذا هو يهرب، فلما رآه محيي الدين النووي أسرع خلفه، فأسرع السارق، و النووي رحمه الله يقول: على رسلك أخي! على رسلك، والرجل يلتفت، ويرى النووي قد اقترب منه، ويسرع أكثر وأكثر، و النووي يقول: على رسلك على رسلك أخي! قال: ولا يدري هذا الرجل يقول؟ وكأنه يخاف أن يمسك به النووي، ويقول النووي : على رسلك أخي قد وهبتها لك، قل: قد قبلت، قد وهبتها قل: قد قبلت، قال: والرجل مشكلته أنه سارق وليس بفقيه، فهرب، قال: فتأثر الإمام النووي ، وعرف الحزن في وجهه، فقال لأصحابه: والله! وددت أنه قال: قد قبلت، أشهدكم إني قد وهبتها له، والله! إني لا يسرني أن أقف أنا وأخي بين يدي ربي؛ لأجل نعال. فظهر على النووي أثر الحزن رحمه الله..
وان النووي قد خطف السارقٌ عمامته مرة اخرى وهرب، فتبعه الشيخ وصار يعدو خلف من أخذها ويقول له: مَلَّكتُك إياها، قل: قَبِلْت ، وهبتها لك ، قل : قبلت ، والسارق ما عنده خبر من ذلك..فلما أصبح قيل له لم فعلت ذلك قال :لأني رأيته على منكر ، فأردت ان أزيله عنه، وإزالتي إياه عنه هبتي له إياها..
كان الموفق ابن قدامة يجعل في عمامته ورقة مصرورة فيها رمل، يرمل به ما يكتبه للناس من الفتاوى والإجازات وغيرها فاتفق ليلةً أن خُطفت عمامته ، فقال لخاطفها: يا أخي خذ من العمامة الورقة المصرورة بما فيها، ورد العمامة أغطي بها رأسي، وأنت في أوسع الحل مما في الورقة ..فظن الخاطف أنها فضة، ورآها ثقيلة، فأخذها ورد العمامة، وكانت صغيرة عتيقة، فرأى أخذ الورقة خيراً منها بدرجات. فخلَّص الشيخ عمامته بهذا الوجه اللطيف
وهذا الفضيل بن عياض - خرج من المسجد ولم يجد نعليه، فوجد رجلاً قد أخذ النعال وهرب، فلحقه الفضيل يريد أن يقبضها منه ويعطيه إياها، ولكنه لم يستطع، فظهر أثر الحزن على الفضيل فقال أصحابه: اليوم نجد على الفضيل حُب الدنيا، فلما اقتربوا منه وجدوا أثر الحزن عليه، فقالوا: أبا سعيد! كل ذلك حباً في الدنيا! قال: والله إني في واد وأنتم في واد، والله ما أحزنني إلا أني أخشى أن أقف أنا وإياه بين يدي الله بسبب نعلين، أشهدكم أني وهبتها له، أشهدكم أني وهبتها له.
ويَحكون أنَّ فقهياً كان يمشي في أحد الطرقات، وإذا بلصٍّ يمد يده، ويخطف القُبعة التي كانت على رأسه، ثم يُطلق ساقيه للريح، فما كان من الفقيه إلا أن أخذ يجري خلف اللص، وهو يقول: وَهَبتُك، قل قَبِلت، وهبتُك قل قبلتُ ... قد شعر الفقيه بأن من المؤكد أن الحاجة المُلَّحة هي التي دفعت ذلك الرجل إلى أن يرتكب جناية من أجل الحصول على شيء لا يكاد يساوي خمسة دراهم، فَرقَّ قلبه له، وأحب أن يُعلمه بأن له أن يمضي بالقبعة على أنها هدية أو هبة، حتى يشعر براحة الضمير وهدوء الخاطر

ليست هناك تعليقات:

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...