الخميس، 1 فبراير 2018

سيبويه (621-161هـ) (739-778م)

هو أبو بشر عمرو الحارثي وسيبويه ومعناه بالفارسية رائحة التفاح. وكان من أهل فارس ومنشأه بالبصرة. وكان أعلم المتقدمين والمتأخرين بالنحو كان أخذه عن الخليل. ولم يوضع فيه مثل كتابه. قال الجاحظ: أردت الخروج إلى محمد بن عبد الملك ففكرت في شيء أهديه فلم أجد شيئا أشرف من كتاب سيبويه. فقال: والله ما أهديت إلى شيئا أحب إلي منه. وكان يقال بالبصرة: قرأ فلان الكتاب. فيعلم انه كتاب سيبويه. وكان أبو العباس المبرد إذا أراد مريد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه يقول له: هل ركبت البحر. تعظيما لكتاب سيبويه واستصعابا لما فيه. وكان أبو عثمان المازني يقول: من أراد أن يعمل كتابا كبيرا في النحو بعد كتاب سيبويه فليستح. ولما ورد سيبويه إلى بغداد من البصرة والكسائي يومئذ يعلم الأمين بن هارون الرشيد فجمع بينهما وتناظرا. وجرى مجلس يطول شرحه. وزعم الكسائي أن العرب تقول: كنت أظن الزنبور أشد لسعا من النحلة فإذا هو إياها فقال سيبويه: ليس المثل كذا بل: فإذا هو هي: وتشاجرا طويلا واتفقا على مراجعة عربي خالص لا يشوب كلامه شيء من كلام أهل الحضر وكان الأمين شديد العناية بالكسائي لكونه معلمه. فاستدعى عربيا وسأله. فقال كما قال سيبويه. فقال له: نريد أن تقول كما قال الكسائي. فقال: إن لساني لا يطاوعني على ذلك فإنه ما يسبق إلا إلى الصواب. فقرروا معه أن شخصا يقول: قال سيبويه كذا. وقال الكسائي كذا. فالصواب مع من منهما. فيقول العربي: مع الكسائي. فقال: هذا يمكن. ثم عقد لهما المجلس واجتمع أئمة هذا الشأن وحضر العربي وقيل له ذلك فقال: الصواب مع الكسائي وهو كلام العرب. فعلم سيبويه أنهم تحاملوا عليه وتعصبوا للكسائي فخرج من بغداد وقد حمل في نفسه لما جرى عليه وقصد فارس فتوفي بشيراز (ملخص عن نزهة الألباء وابن خانكان)

ليست هناك تعليقات:

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...