الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

3** صدى الرصيف ** عبدالله الرواس


*3***صدى الرصيف*** 
أنا في حاجة ماسة إلى الأرجوحة .. لأني عادة اتارجح حيرة وتيها وشدها بين الأمرين ..
الخيانة وطن مرهون بالمفقود .. الأمل وطن يرتجف بالندى المولود .. كلما اتسع الأمل ضاقت رقعة اليأس .. كلما امتد الصدى والتسع تقلصت المعنى وضاقت العبارة.. 
للمكان لغة تتسع كل الحركات الجسدية .. تكتسح كل التعابير العفوية واللاإرادية واللاشعورية .. لا حدود للفراغ.. الوجود مرهون باللغة.. الأنا المنبوذ يتآخى مع الواقع الوافد مع إشارات الأشلاء خلف عاصفة الحروف .. في اللامكان أتلاشى بالرفض والحضور .. صوتي يتيه مع الأصوات المتآكلة .. لا أجد لنفسي أثرا ولا وجودا.. لغتي ضاعت في صدى الذوبان .. ابحث عن فراغ الأنا في موج الشبق والإثارة .. هذا هو مكاني المزدحم بالظلام .. هذا ما تبقى من حطام الأخبار .. هناك رماد المارين على ذاكرة الصدأ.. الهاربين من لظى التاريخ .. 
انظر إلى الأجساد المتحركة جيئة وذهابا .. اتامل الوجوه البلهاء .. أصوات بلا معنى كلمات غير محدودة الدلالة.. ضحك هستيري .. تسكع وغضب ومضايقات .. مشاجرات وتشابك بالأيدي.. تجمهر هنا .. وأفراد لا مبالون هنالك..  
لا احد يبتسم هذا الصباح.. للابتسامة صدى سحري يوقع بالآخرين في الفخ المروري .. فاقد الابتسامة هل يغري بالابتسامة أو الشفقة.. كيف أعطي شيئا وأنا فاقد لكل شيء .. 
الرصيف مكان لكل عابر.. مكان عام لا خصوصية له.. خصوصية الأنا تضيع في الزحام .. الآن عنكب الضجيج وانتشر ..
لعبة الظل قد تعكس ما يعتمل في باطن الإنسان من الأحاسيس والمشاعر .. وهل ينعكس على الشارع ما يتفاعل في الرصيف ..
 بوحي الهزيل في خراب الجراح ينهض من صداه الضائع المنبعث من حلم متروك للضجر ..
تتداخل الآهات والأحلام على عتبة الجفون وسفود الجسد ..
في قاع الزجاجة نزح إلى غيبوبة السنين شرب من الأيام ونسج جراحه على حبل الغسيل .. تعلق الطوق بالمشجب واستقر في سكون مستحدث لصحون الخراب.. يتردد الصدى في الفنجان .. والملح يؤثث الجراح بالمحتمل .. بناصية الألم .. وصدى الصمت يرقص في أحشاء الحلزون ..داهمه الخسران فترك بعض التجاويف في المسافة .. كيف يخرج من عنق الزجاجة ليسمع تلاوة الولوج إلى أطلال الحلزون العائم في مرافئ الآهات وتجاعيد الغيوم ورائحة البوح الكئيب ..
من يستطيع كسر الزجاجة .. الخروج من العنق أهون من كسره .. من يستطيع أن يتخطى طوق الزجاجة ..
النوافذ تستهوي هوامش الأماني .. كانت النهود تستظهر كل علامات السراب.. توسدت يقظتي وأنا احلم بالوجود .. أنا احلم إذن أنا موجود.. كنت أحصي نجوم المتاهة وظلي يحصي تقاطع النواصي .. ودهشة أحزان تتأجل في المقل .. دخل الفنجان إلى الزجاجة .. تكاد رقعة اليم تتدحرج به إلى الفراغ ...

عبدالله الرواس
طنجة

ليست هناك تعليقات:

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...