الأحد، 2 ديسمبر 2012

*5***صدى الرصيف ***




*5***صدى الرصيف *** 

اللاشعور نفس تلقائي ينساب على المرئي واللامرئي ..
علاقة فاترة بين الكائن والأمل .. بينما تزداد حميمية بين الذات واليأس .. 
هبت رياح الغواية وارتجفت منها جوانب الزجاجة بصخب اقتلعت جذور كل كائن يتعشق على بقايا التمائم .. كان الطوفان يتواجد من الضباب القادم على أرجوحة تتصدع بالصقيع.. اكتسحت العبرات كل أشيائي المتعفنة.. انتابت الجسد حالة من التواجد المتنمل بالدمع والزفرات ..  
يتهددني هذا السكون الفاتر الذي لا يهادن.. كيف يطيب له امتصاص التنميل الذي بدا يدب إلى النصف الأعلى من الجسد.. والنصف الأسفل انتعش بنبض ساخن ما أن تيقظت حواسي حتى سقطت شموسي على هديل الظلام.. يفاجئني في متاهته ايبا من التوقد المتباعد في اللازمان .. يستكثر علي الهذيان في قبيلة مأهولة بالفراغ .. توشح بالنسيان طافحا بالعبور المختزل في اللحظات ..احتمل جسده المنهك بالوله إلى ركن من بطن الزجاجة وقيل له لا ترقص حتى تالف التهادن مع القروح والفجوات..  
ومضت المعاني بميسم الحياة .. وهام في مقام الغربة والنقيض وما تبقى من القرنفل والسكرات .. أليس المحو اختبار مناف للتعدد.. والنهاية تنبعث من تحت الأنقاض .. تمجد الوشم الغائر في الصرخات .. تدثرت بمرافئ الجنون وشيء من بوح رتيب .. كيف أتحدى ضعفي في البقاء على جمر يدغدغ الوجع بالهذيان ..
سقطت من مضمر الانغلاق الحياة الخرافية بأوجاع البحر تتهجى الهمس داخل الزجاجة وتحتمي من السام بالصدفة ومطر الانسياب..
تتحرك السواعد بلا شحن ولا ضجر .. وبأي وهم تراءى لي الحطب .. بأي فراغ امن به الظل وانتشر.. 
يكاد الليل أن يدلي باليقين في بحر لا شاطئ له ولا ساحل.. انصهر الوشم في الدلو منتشيا بالشرود.. والنظرات العطشى تستدرج الأنا والقبائل ..
اغترف المحال بلا طيف ولا ماء .. أفل نجم الفيض في طواحن دون البحر وفوق الوارد..متى يستفيق من مدد الغياب وقد غاب في سطوة حواسه .. متى ينسلخ الومض من هذيان العراء .. انشق الوصال وشرب ليله سكرة السفر ..
خرجت من ذاتها إلى ذاتي .. أرى رحيلها ولا ترى غير ذاتي.. أعانق الوهم ولا شيء غير الوهم.. هذا قلقي به فكيف إذا تلبستني آية الوهم ..
انفجرت الزجاجة في ذاتي وطارت من اليابسة كل أحلامي .. سكنت في مقل سواها .. واه من علة أهواها .. وفي غفلة منها مرت بداخلي ما نزر من آهاتي..
تزاحم الندى في أجنحة الإشارة ..وجاء البحر يجر أذياله على نار العبارة.. وأنا اجر شهوة الفراغ إلا من جرح اكتنز ليله في دماء الغواية.. يكاد الليل أن يحتضن غربته في الوطن ويتدثر بالمتاهة..

عبد الله الرواس 
طنجة 

ليست هناك تعليقات:

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...