الخميس، 26 مايو 2016

الكتاب والمرأة هل هما من الضرائر
الضَّرَّةُ : إِحدى زَوْجَتَي الرجلِ ، أَو إِحدى زوجاته والجمع : ضَرَائر
بينهم داءُ الضِّرائر : الحَسَدُ
في حكاية الاقدمين ان بعضهم قال لامرأته اجلسي بنا في القمر فقالت ما اولعك بالجمع بين الضرائر
الغيرة لم تقتصر على الضرات بل تعدت إلى الكتب حيث تجد المرأة تغار على زوجها من كثرة انشغاله بالكتب ودوام النظر فيها وأكبر ضرّة للمرأة هي الكتب لأنها تأخذ مساحة كبيرة من منزلتها ومنزلها وتضايق المرأة من اهتمام الرجل بالقراءة ضرة أخرى مقلقة
كلما حاولت هجر الكتاب والمرأة لا أجد عوضا عن سحرهما،
تغار المرأة من الأشياء التي تأخذ من الرجل معظم وقته وتكون هناك من يستوجب كثرة اهتمامه حتى ولو كان هذا الشيء الكتاب او المطالعة فيه لكن إذا كانت المرأة منشغلة عن الرجل بالفن والمعرفة او العمل عموما هل يتضايق ويغار الرجل من عملها حتى ولو كان في القراءة
قال القاضي الجرجاني أبو الحسن علي بن عبد العزيز كما في ترجمته من وفيات الأعيان:
ما طعمتُ لذَّةَ العيش حتى صِرْتُ للبيتِ والكتاب جليسا
ليس شيءٌ عندي أعزّ من العلم فما أبتغي سِواه أنيسا
إنما الذُّلُّ في مخالطة الناسِ فدَعهم وعِش عزيزاً رئيسا
وفي تهذيب الكمال للمزي عن الزبير بن بكار قال : قالت ابنة أختي لأهلنا خالي خير رجل لأهله لا يتخذ ضرة ولا يشتري جارية قال : تقول المرأة والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر قالت مع من أتكلم . هاته الكتب لا تترك لك معي أي فرصة للحديث
وفي وفيات الأعيان قال هشام للزهري: يا أبا بكر، هذا علم استفدته اليوم، فقال: مجلس أمير المؤمنين أهل أن يستفاد منه العلم. وكان إذا جلس في بيته وضع كتبه حوله، فيشتغل بها عن كل شيء من أمور الدنيا، فقالت له امرأته يوما: والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر
وفي تاريخ بغداد نقل الخطيب بإسناده عن أبي القاسم بن عبيد الله بن عمر قال : تزوج ابن المحرم شيخنا قال فلما حملت المرأة إلي جلست في بعض الأيام على العادة أكتب شيئا والمحبرة بين يدي فجاءت أمها فأخذت المحبرة فلم أشعر بها حتى ضربت بها الأرض وكسرتها فقلت لها في ذلك فقالت بس هذه شر على ابنتي من ثلاثمائة ضرة .
أخرج الخطيبُ في ((الجامع لأخلاق الراوي والسامع)) عن الزُّبير ابن أبي بكر بكَّارٍ قال: قالت ابنة أختي لأهلنا: خالي خيرُ رجلٍ لأهله، لا يتخذ ضرَّةً ولا يشتري جارية. قال: تقولُ المرأةُ (أي زوجته): والله لَهَذه الكتب أشدُّ عليَّ من ثلاثِ ضرائر
و ابن شهاب الزهري ، كان اذا حلس في بيته ، وضَعَ كُتُبَهُ حوله ، فيشتغل بها عن كل شيء من أمور الدنيا ، فقالت له امرأتُه يوماً :” والله لهذه الكتب أشدّ عليّ من ثلاث ضرائر “
روى ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في معرض ترجمته للمبشر بن فاتك ، وهو أحد مثقفي العصر الفاطمي ومؤلف عدد من الكتب، منها (صوان الحكمة) و(مختار الكلم) وغيرها، ذكر أنه لما توفي هذا المثقف التعيس عمدت زوجته إلى خزانة كتبه العامرة، والتي صرف شطرا من حياته وهو يجمعها ويطلبها من الأفاق، عمدت إلى هذه الكتب فألقتها في البركة او النافورة التي تتوسط باحة البيت.
وحتى كرة القدم والإنترنيت فالرجال ينجحون اليوم في جر المرأة نفسياً حتى تتعايش مع ضرة من هذا النوع
بعض النساء يكرهن الكتب إلى درجة بعيدة .. حتى لـتحس الواحدة منهن أن هذه الكتب هي ضرة لها .. وذلك إذا كان الزوج مشغولا بكتبه وفي مكتبه معظم أوقاته. وينعكس هذا الشعور لدى المرأة على سلوكها.
كانت تحدث نفسها همسا قلت ما ذا تقولين قالت أكلم نفسي ليس عندي من احدثه قلت ها انا حدثيني بما تريدين قالت انت عندك من تحدثهم ويحدثونك الكتب امرأة أخرى في حياتي قلت ترفقي بالكتب قالت هل الكتب احسن مني
وأصبح الكثير من النساء يلمن الزوج على استمراريته في اقتناء الكتب معتبرة ذلك مضيعة للمال في شيء لا يكسي عريانا ولا يطعم جائعا وربما اضطر الى اقتناء الكتاب خلسة وعلى غفلة من اهله
وفيهن يقول سليمان بن عبدالله بن الحموي
وقائلة انفقت في الكتب ما حوت --------- يمينك من مال فقلت دعيني
لعلي أرى فيها كتابا يدلني --------------- لأخذ كتابي امنا بيميني
و قد صوّر الشاعر محمود عمار حالته مع زوجته والكتب من خلال قصيدة مؤثرة قال فيها: هل تغار النساء من الكُتب؟
تَغارُ من الكتابِ إذا رأتْـنِي .. أُطالعُهُ و أَتركُ وَجْـنتَيْها
تَضِنُّ بِفكرتي فيما عَداها .. و تُنكرُ نَظرتي إلاّ إليها
و تَـنفرُ مِن مقالٍ ليس فيها .. و لو شملَ الحياةَ و مُلْحَقَـيْها
و تَحسبُ هيكلي و محيطَ نفسي .. بَقِـيّةَ إرْثِها من والديها
و قد ظفر الكتابُ بِبعضِ هذا .. لذلك كان إحدى ضَرّتَـيْها
فـنظمُ ( أبي العَلاءِ ) أحبُ منه .. حديثٌ عن نِظامِ ذُؤابَـتَيْها
و نَـثْرُ ( ابنِ المُـقَفَّعِ ) لا يُوازِي .. نِثارَ الوردِ من إحدى يديها
و عِلمُ الكونِ إنْ لم يُروَ عنها .. فهذا لا يَنطلي أبداً عليها
و لكنْ مِن كتابي لي اعتذارٌ .. فهل هو رائجٌ في مَسْـمعَيْها
أُطالعُهُ فأفهمُ ما لديهِ .. و لم أفهمْ بِجهدي ما لديها
قالت أحلام مستغانمي ومما زاد الطين بلة ويجعل من الكتاب ضرة عادتي القراءة في السرير كنت دوما ادعو الكتب التي احبها الى غرفة نومي لاعتقادي ان الكتب الجميلة كالنساء الجميلات التي تراودك الرغبة في ان تخلو بهن في مخدع – من عابر سرير
المتعة توجد في التفاصيل القراءة استمرار للحياة ممارسة للحلم الفكري ورحلة روحية في عالم المعرفة انفراد بالرغبة بالتوحد الموجه نحو الامام القراءة لقوة الحضور في الزمكان عبر العصور
عبدالله الرواس طنجة
abdo.kitab@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...