الجمعة، 20 مايو 2016



صائدي اللذة ..

من وحي الكتابة والرسم على الرمل في شواطئ الوطن  

هذيان الذاكرة وتسرباتها عبر لوحة الحكي بالرمل / لوحة القهر / المعاناة دافع للخلق بين محتوى الذاكرة والرمل
كيف تريد ان تكون خالق متعة البوح دون ان تكون لك طاقة المحو للماضي والالم 
كيف تكتف الامل على رمل ظامئ بالملح والغنج وايام الملل حبلى بالمد والجزر
الكتابة نزوة عابرة لكل شواطئ الوطن خلسة او علانية .. ينعكس التعبير من كل الجوارح على الذاكرة .. رغبة تعلن عن ذاتها في حروف ورسوم ..بتحولها من السر الى المعلن والمرئي .. رغبة في مشاركة الاخر لمشاعره واحلامه ..وفي امتطاء ابجدية الهروب من الواقع واكراهاته .. وقد تكون الكتابة والرسم بداية شكلية ونقطة الانطلاق لمسار عابر .. او تأصيل لحياة لا نهاية لها .. تنكتب قضاء واستشرافا للمستقبل من لحظة مريرة او سعيدة .. يزداد فيها درجة الضغط او ينخفض .. وغالبا ما تكون البداية من خط العبث والفراغ
يحتضن الشاطئ حمولة كبيرة من ظواهر الرسم والكتابة .. صراع بشتى الاشكال ينكتب على الرمل .. صراع البوح والتلاشي والانكسار .. في ورطة اللقاء نعثر على مجسمات عجائبية واشكال غرائبية .. تنبسط بغنج مع بلل المد في لحظة الحيرة واثبات الذات .. وتدرك لا شعوريا ابعادا تراجيدية النبض الانساني في شواطئ الوطن .. اذ تعثر في اوقات شتى على تعابير مالوفة ورسومات اكلاسيكية سائدة مسطرة .. وذلك يكتسي مدلوله من ايحاءات المكان والشخوص ..
والقراءة امتداد لرومانسية البوح الذي يدب نبضه على الرمل بفرح طفولي في لحظة الغروب .. كل الشخوص استوت في القلق والامل والخوف من الانزلاق في رتابة الفشل .. حروف وارقام يداعبها المد ويبلل حيرتها بايقاع الدلال .. مفعمة بعطش الضياع ودمع الانسياب .. حوار صامت يجري بين الانا والمكان .. يتدثر اللفظ بخصوبة الهوى وبغريزة البقاء .. ويمتزج الرمل والخوف والبوح بالموج .. ويختلط معه زبد الحابل والنابل ..  
للمكان تضاريس البوح واثبات الذات والهروب من الانطواء الاجوف ..طحاليب البحر تخترق السكون وتغوص في غور اللحظات .. وتوقظ غرائز اللفظ شاعرية الاغراء .. الفوضى هي الخيط الرابط بين الطيف والصيف .. واقع يختزل مهملات المتخيل الذي يحاول التجرد من افرازات الفراغ .. فيما تحتضن الرمال رسائل التحرش والمطاردة ونسيج الضياع ..
والفعل الممارس في التعبير نتيجة للتراكمات ولهيمنة العواطف على العقل والسلوك ..
ينكتب المحكي / السلوك الذي هو تكريس للحرية في التعبير عن  الانا  والاخر .. يلتحم الفعل بالحرف المسكون بالوهم والامل الضائع والخلوة المهووسة بالهذيان .. يشتعل المكان بحرارة بلوغ الوطر .. ويحترق ضحايا الحب بلظى الظهيرة .. يتجلى لهب المساء في مسبح تكتنف شاطئه حمى الزحام .. والجسد اللعوب ينطبع احتيالا على الانا الظامئ ويلتهمه بشتى الاحاسيس .. تتصدر المكان كل امارات الوحشة والانس والسير المجبول بالحيرة والجنون .. الفراغ يحتضن دهشة الاشتعال .. يستلهم الحزن والترح في محيطه المتشابك بالتأثر والانطباع .. التجاوب  



عبدالله الرواس طنجة
جريدة البوغاز 10 / 6 / 2009  





ليست هناك تعليقات:

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...