الخميس، 26 مايو 2016

عليكم بدينِ العجائزِ
استخرج الإمام الفخر الرازي ألف دليل على وجود الله من الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب وكان في زيارة لبغداد والناس يجهزون و يعدون لاستقباله وكان تلاميذه يمشون معه وخلفه اكثر من ثلاثمائة طالب ما يقول كلمة إلا ويكتبوها، فخرج الناس لرؤيته، وفي أثناء سيرهم؛ كان الناس يتهافتون ليستقبلوه رأت امرأة عجوز ذلك الموكب، وكانت واقفة عند بابها فتعجبت فسألت من حولها واحداً من المتجمهرين لمن هذا الموكب العظيم؟ فقالوا: إنه للامام فخر الدين الرازي، زار المدينة وخرجنا لنستقبله، فقالت: ومن يكون فخرالدين الرازي هذا؟ فأجابها: هذا الذي جمع كتابا فيه ألف دليل على وجود الله، فضحكت العجوز فقالت بهدوء: بلّغوا عالمكم مني السلام، وقولوا له و متى غاب الله حتى يُستدل عليه " يا بني لو لم يكن عنده ألف شك وشك ما احتاج الى ان يعرف على وجود الله لألف دليل ودليل ، "أفي الله شك " ، وهل وجود الله يحتاج إلى دليل
فلما بلغ هذا الإمام الرازي ما قالته العجوز رفع يديه إلى السماء ودعا الله قائلًا اللهم ارزقني إيمانا كإيمان العجائز
وفي رواية عنه: " من لزم مذهب العجائز كان هو الفائزُ " يعني الإيمان الفطري هو إيمان العجائز 
 وقَالَ الذهبيُّ رحمه الله: معنى قول بعض الأئمَّةِ: عليكم بدينِ العجائزِ. يعني أنهنَّ مؤمناتٌ بالله عَلَى فطرةِ الإسلامِ، لَمْ يدرينَ مَا علمُ الكلامِ
عليـــــــكم بدين العجائــــــــز يعني الإتباع وعدم الإبتداع قالها الإمام الجويني      
وفي شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ما يلي
وبعض المتكلمين وأئمة الاعتزال والفلسفة بعد أن حاروا في علم الكلام؛ كانوا في فراش الموت يوصون بكلمة واحدة: عليكم بدين العجائز، أي: الزموا العقيدة الصافية.
وفي المقاصد الحسنة للسخاوي (المتوفى: 902هـ)حَدِيث: عَلَيْكُمْ بِدِينِ الْعَجَائِزِ، لا أصل له بهذا اللفظ،
قال العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين: قال ابن طاهر في كتاب التذكرة هذا اللفظ تداوله العامة ولم أقف له على أصل يرجع إليه من رواية صحيحة ولا سقيمة
وقال الإمام أبو الفتح محمد بن علي الفقيه: دخلنا عَلَى الإمام أبي المعالي ابن الجويني نعوده فِي مرضِ موتهِ فأقعدَ، فقال لنا: «اشهدوا عليَّ أنِّي قَدْ رجعتُ عنْ كلِّ مقالةٍ قلتها أخالفُ فِيهَا مَا قَالَ السَّلفُ الصَّالحُ، وأنِّي أموتُ عَلَى مَا تموتُ عَلَيهِ عجائزُ نيسابور»
قال ابن دقيق العيد:
تجاوزت حد الأكثرين إلى العلا ... وسافرت واستفتيتهم في المراكز
وخضت بحاراً ليس يدرك قعرها ... وألقيت نفسي في فسيح المفاوز
ولججت في الأفكار حتى يراجع ... اختياري، واستحسان دين العجائز

ومن العلماء الذين وردت هذه الكلمة ضمن أقوالهم:
ـ إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، فقد ورد في ترجمته قوله (والآن رجعت من الكلّ إلى كلمة الحقّ. عليكم بدين العجائز) يعني الفطرة في الاعتقاد.
ـ الفخر الرازي الملقب بابن الخطيب صاحب التفسير فقد ذكر في ترجمته أنه قال في آخر حياته (من التزم دين العجائز فهو الفائز).
ـ أبوبكر الخوارزمي الحنفي. شيخ أهل الرأي ومُفتيهم قال عنه البرقاني: سمعته يقول: ديننا دين العجائز ولسنا من الكلام في شيء.
جمع واعداد عبدالله الرواس





ليست هناك تعليقات:

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ...

masrazhar: الدرر السنية في الأذكار النبوية السيد عبد الله بن ... : بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعب...